|


أحمد الحامد⁩
ابتعد عن هذا الصديق
2019-04-23
عندي صديق شاعر يكتب للأغنية، وبيننا صديق مشترك وهو مغنٍ معروف، في أحد الأيام سألت صديقي الشاعر لماذا لم يعد صديقنا الفنان يغني كلماتك؟، قال لا أعلم، منذ أربعة أعوام لم يغنِ لي أية أغنيه على الرغم من أنني كتبت له مجموعة من الأغاني.
فكلما أسمعته واحدة قال لي بأنها ليست جميلة. قلت لصديقي الشاعر أعطني قصيدة لم تسمعها له، ذهبت معه إلى فناننا العزيز وقلت له: قبل أسبوع كنت مع الأمير بدر بن عبدالمحسن وأسمعني هذا المطلع ثم قلت له الكلمات، قفز الفنان من مكانه وقال "تكفى يا أحمد كلم الأمير واحصل لي على تنازل منه". قلت له هل أنت متأكد؟
قال بكل تأكيد. هذه الكلمات التي كنت أبحث عنها، ثم بدأ يذكر محاسن القصيدة ويذكر عبقرية الأمير بدر، ثم بدأ يدندن الكلمات على العود وهو في غاية السعادة. بعد دقائق صارحته بأن القصيدة ليست للأمير بدر وهي من كلمات صديقنا الشاعر، بعد ثوانٍ من الصدمة نظر إلى صديقنا الشاعر وسأله هل أنت كاتب الكلمات؟ أجابه بنعم، وبعد فترة صمت قليلة قال فناننا العزيز: يا أخي أحس أن الكلمات مو حلوة.. وفيها ضعف.. كان عندي شك بأنها للأمير بدر!
قلت لصديقي الشاعر لن يغني لك وأعط كلماتك لفنانين آخرين ولا تسمعه شيئاً. حدث هذا قبل عدة أعوام وبعد تلك الحادثة بعام واحد تغنت نفس الكلمات بصوت طلال سلامة وكانت من أغانيه الجميلة. بعض الناس عندما يعتاد على وجودك بجانبه يقلل من أهميتك، بل ينساها تماماً.
وهذا خطر عليك لأنه قد يغتالك معنوياً دون شعورك بذلك. مثل هؤلاء الأشخاص إذا اقتربت منهم كثيراً وأعطيتهم جل وقتك يزرعون في عقلك الباطن شعوراً بأنك لم تعد تصلح لشيء. كل ما عليك هو التحليق بعيداً، ستجد بأن لديك ما يستحق الاحتفاء به وتقديره وأن هناك من سيحافظ على قيمتك حتى لو "طاحت الميانة" بينكما مائة عام. أذكر قبل أعوام طويلة كنا نلعب لعبة تعتمد على حفظ الشعر وبدء بيت الشعر بآخر حرف انتهى به بيت الشعر الذي قاله المنافس.
كان أحد الشباب يكتب الشعر وكان كثيراً ما يقول أبياتاً هو كاتبها وعندما يسأل عن القائل يقول المتنبي أو الفرزدق وتمشي أموره.