|


عدنان جستنية
لغة الأرقام «تكذب» يا محطم الأرقام
2019-07-23
إطلالة جميلة “ومقننة” التوقيت طل بها علينا رجل الاقتصاد والمال الأمير الوليد بن طلال عبر صفحته بتويتر “متحرشاً” بلغة الأرقام بالأندية الكبار وجماهيرها، “متباهياً” بعدد جماهير ناديه نادي الهلال محطم الأرقام لوحده من خلال منصة ترصد العدد وحصالة تحسب الحساب.
ـ طبعاً هذه الإطلالة كانت هي الأولى للأمير الوليد كجزء ونوع من دعمه القوي لمرشحه فهد بن نافل بعدما تم انتخابه بـ “التصويت”، وهذا التصويت له “حكاية” وأكثر من حكاية مشابهة جداً من حيث لغة الأرقام مع أرقام تويتر، وإن اختلف في المضمون في جانب “معلوماتي” بالاسم متوفر رصده بنظام الجمعية العمومية على العكس تمامًا لنظام تويتر، هوية الهلالي غير موثقة، أهم ما تهتم به هو نتائج تتحدث بالأرقام “محسوسة” مالياً، إلا أنها غير “ملموسة” مرئياً، تكشف الرقم الحقيقي لحجم شعبية الهلال الجماهيرية.
ـ عدد رقمي لا يقدم إحصائية دقيقة وحقيقية غايتها هو “جمع المال” لا تختلف عنها عن عدد “التصويت” للمرشح في الجمعية، فالنظام الجديد لا يهتم بـ “عدد” أعضاء الجمعية العمومية إنما همه الأكبر “كم يدفع” العضو، وبالتالي كم يستطيع “يجمع” في مصلحته ومصلحة مرشحه من أصوات، بما يعني أن إحصائية التصويت ليس “مقياسًا” حقيقيًّا بعدد أعضاء الجمعية العمومية للأندية.
ـ بالأمس أعلنت هيئة الرياضة استراتيجيتها في دعم الأندية بلغة أرقام تساوت فيها كل الأندية “المحترفة” من خلال حصول كل نادٍ على مبلغ “50” مليون ريال مع دعم آخر له أكثر من هدف، حُددت له معايير وامتيازات وشروط تشجع الأندية على زيادة مداخيلها لو أحسنت استقطاب “عقول” تعرف كيف تتعامل مع هذه الأرقام بفكر مختلف عن الفكر “التقليدي” الذي كان تدار به أنديتنا.
ـ بين لغة الأرقام “الوهمية” التي أشرت إليها في بداية المقال والأرقام “الحقيقية” الموضحة في استراتيجية الدعم المالي قد تكون “المعادلة” واحدة لا فرق بينهما، هذا في حالة واحدة أيضاً إن لم يكن هناك اهتمام باختيار العقول التي تملك القدرة المعرفية والعملية في أسلوب التعامل مع هذه الأرقام.
ـ إذن رياضتنا السعودية في عصر حددت الدولة أهدافه بواقع يتأقلم مع عالم نحن جزء منه يهتم بلغة الأرقام ليتعايش اقتصادنا الوطني مع حراك مالي هو من سيقودنا إلى “منجزات” تتحدث عن صناعة مستقبل مواكب لرؤية المملكة 20/30، فهل وصلت الرسالة، وبالتالي نرى تفاعلاً إيجابيًّا مع هذه النقلة الجذرية وهذا التحول السريع؟ إما نبقى كما كنا “مكانك سر”.