|


جروس.. سليل محاربين.. وآكل اللحوم

الرياض - عبدالرحمن عابد 2019.10.30 | 09:12 pm

يستيقظ على صوت المنبّه تمام الواحدة ظهراً، يغادر سريره من أجل حمام دافئ، يتناول بعدها قهوة «إسبريسو» مع وجبة إفطار مكونة من جبن وبطاطس أو قشطة وعسل، ثم يتصفح الأخبار عبر هاتفه الجوال، بانتظار وصول سيارته إلى مجمّع البساتين السكني بجدة.



يركب المدرب السويسري كريستيان جروس مع سائقه النيجيري عبد المجيد، في سيارته البيضاء BMW من طراز «X5»، باتجاه شارع التحلية حيث مقر النادي الأهلي، يصل هناك الرابعة عصراً قبل جميع اللاعبين وحينما يتأخر أحد النجوم عن الموعد المحدد يقول له: "إذا كنت حريصاً على الوقت، اشتر لك ساعة سويسرية".



جروس المولود في 4 أبريل 1954 بمدينة زيوريخ السويسرية، والشهيرة بالمصارف والذهب والساعات والماركات والشوكولاتة، وأيضا بورصة الأموال المصنّفة رابع العالم بعد نيويورك ولندن وطوكيو، إذ عاش حياته هناك طفلا وطالبا ولاعبا حتى اعتزل كرة القدم كلاعب مدافع في عام 1993.



عندما تعاقد الأهلاويون معه في صيف 2014، اصطحب اللاعبين في معسكر تدريبي بمدينة لوزان السويسرية، آنذاك رأى جروس على وجوه رجاله علامات الخيبة، بسبب ترتيبهم خلف الهلال والنصر، وقتها منح كل لاعبا مقطوعة موسيقية تساعده على الاسترخاء والتحفيز، أملاً في استعادة لقب الدوري الغائب 30 عاماً.



لا يرتدي السويسري الأصلع جروس زيا رسمياً أثناء المباريات، بل يحرص على ارتداء ملابس رياضية مثل مساعديه، وحينما ينتصر الأهلي يلقي محاضرة في غرفة الملابس مبتسما، وحين يخسر ينفجر في وجوه اللاعبين ويوبّخهم عند أول حصة تدريبية، ثم يطلب من المترجم الشاب مشاري الغامدي نقل ملاحظاته حرفيا إلى اللاعبين.



يحظى السويسري الأصلع البالغ 65 عاما، بسلوكيات وطباعٍ راقية، يحترم الجميع ويحاول خلق أجواء لطيفة داخل معسكر الفريق، أيضا يحاول تنشيط ذاكرة لاعبيه عبر طرح أسئلة فنية: من صنع هدف برشلونة البارحة؟، كيف كانت طريقة لعب تشيلسي أمام اليونايتد؟، ويستمر في طرح الأسئلة حتى انطلاقة المران.



يفضّل جروس نسق اللعب الجماعي على الفردي، والذي كان ضحيته المحترف اليوناني فيتفاتزيديس، وبسبب طريقته التكتيكية، كان المدرب السويسري يخصم حوالي 200 - 500 ريال من رواتب اللاعبين، في حال إحرازهم هدفا من كرة ثابتة أو ركلة زاوية، وكان المبلغ النهائي يتم توزيعه آخر الموسم على العاملين أو رجال الأمن المحتاجين بالنادي.



سخرت الصحف اللندنية منه عقب رحلة توتنهام القصيرة موسم 1997، إذ قالت عنه "الغارديان": "إنه مهرّج لا يستطيع توجيه الماعز إلى العشب"، وكتبت "الصن": "من أكثر المدربين إحباطا عبر كل العصور". بينما وصفته "إندبندنت" بالرجل الخطأ. ورغم ذلك امتدحه النجم الكرواتي راكيتيتش بعد أن وثق بقدراته كمراهق في تشكيلة بازل 2005.



يحبّ جروس دائما زيارة مدريد، ويطير إلى دبي إذا كانت الإجازة قصيرة، بينما يتلذّذ بتناول المأكولات الإيطالية ولكنه يصبح ضعيفا أمام قطعة «ستيك » اللحم، ومن الواضح أنه سيلعب أمام الاتحاد بشجاعة كبيرة، على طريقه أسلافه إذا دخلوا معركة مع جيرانهم الأوروبيين، بشهادة المؤرخ اللاتيني تاسيت القائل: "إن السويسريين شعبٌ محارب اشتهر بجنوده".