|


حسن عبد القادر
المجاهرون بتشجيع أوراوا
2019-11-22
التعامل مع الوسط الرياضي بحساسية مفرطة قد يحوله إلى وسط خامل لا إحساس ولا روح فيه.
في كل مشاركة لنادٍ سعودي خارجيًّا، يبدأ ترديد نغمة الوطنية وارتباطها بتشجيع هذا الفريق، ويبدأ المزايدون في تفصيل ثياب الوطنية حسب قياس التزلف لهذا النادي.
حاولت ومعي الكثير مرارًا أن نشرح الوضع لبقية المتحمسين بأن المسألة لا تتجاوز حدود الذائقة، وليس لها أي علاقة بالوطنية، وأن عدم تشجيعي لك ورغبتي بأن يحقق الفريق الآخر اللقب ضد منافسي التقليدي هو الوضع الصحي للتنافس بين كل أندية العالم المتجاورة، أو تلك التي بينها تنافس بطولي.
ما يحدث لدينا من رغبات بألا يحقق منافسي هو الوضع المتعارف عليه بين المتنافسين، ولن يكون هناك إثارة وحماس إن لم يكن لدي المحفز الداخلي لتحقيق البطولات.
دعونا نتخيل كيف سيكون الوضع لو أن المشجع والإعلامي والمسؤول النصراوي كانوا يرفعون أيديهم للسماء داعين أن يحقق منافسهم الهلال اللقب، وأن جماهير النصر ستحضر قبل جماهير الهلال للملعب لمساندته وتشجيعه، وأن فرحتهم بتحقيق الهلال للقب قد تجعلهم يبكون فرحًا من أجله.
هذه المواقف حتى وإن كانت من باب التخيلات، إلا أنها ستقتل كل فرحة لدى الهلالي، لأن النسبة الأكبر في فرحي يأتي بسبب ما يفعله هذا الفوز في جمهور الفريق المنافس وإعلامه ومسؤوليه، تخيلوا لو أن المشجع النصراوي يأخذ زميله الهلالي بالأحضان فرحًا بفوزه، وأنه يتعهد بأن يقيم احتفالاً إن كسب الهلال، أو أن الإعلامي النصراوي يقضي كل وقته في البرنامج وهو يمجد في الهلال وأحقيته بالبطولة، وأن سعادته تفوق سعادة الإعلامي الهلالي نفسه. أقول تخيل فقط. عندها لن تجد متعة الفوز ولا لذة المنافسة ولا حلاوة الانتصار، لذلك أرجوكم دعونا نستمتع بالتنافس على طريقتنا ومثل كل العالم، ولا نريد أن نفسد تفاصيل التنافس في كرة القدم بالمثاليات الكاذبة، فأنا لا أريدك أن تحقق أي لقب وأنت كذلك، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون تعاملنا بشكل واضح حتى لا نكون مجاهرين في نظر المزايدين.

ملاحظة:
الرأي أعلاه لا يشمل المسؤول عن الأندية كرئيس الهيئة أو رئيس اتحاد القدم، لأن هؤلاء ومن يعمل تحت إدارتهم يفترض عليهم دعم أي فريق يلعب خارجيًّا وتشجيعه لتحقيق اللقب، ولا يمكن أن نقبلهم ضمن المجاهرين بتشجيع أوراوا.