|


الرئيسية / انفوجرافيك

نجوم دخلوا مسرح الشهرة من كواليس الطفولة الصعبة والظروف القاهرة

تحت خط الفقر

تقرير: محمود وهبي 2019.12.25 | 01:42 am
يتقاضى نجوم كرة القدم أموالًا طائلة لقاء رواتبهم الفلكية وعقود الرعاية وغيرها من المصادر، لكن طريق عدد كبير منهم مرّ بمفترقٍ صعب ما زال يدور في ساحة ذكرياتهم، كونهم عاشوا في دائرة معاناة ضيقة وشاقة في أعوام طفولة لم يحصلوا فيها على أدنى حقوقهم. هؤلاء النجوم يبحثون اليوم عن الأهداف والألقاب ونجاح المسيرة، بعدما كانوا يبحثون في أعوامهم الأولى عن القوت اليومي والكساء وأبسط جوانب الرفاهية، فمنهم من كان يقنط في غرفة واحدة مع عائلة بجميع أفرادها، ومنهم من داعب كرة القدم وهو حافي القدمين في شوارع الفقر، ومنهم من اضطر إلى العمل في سن صغيرة في محاولات خجولة لتأمين العيش الكريم لوالديه وإخوته.

في غرفة واحدة
وُلد كريستيانو رونالدو في أحد الأحياء الفقيرة لمدينة فونشال البرتغالية، وعملت ماريا دولوريس والدته في مجال الطبخ للمساعدة في تأمين متطلبات المعيشة اليومية، حيث كان والده جنائنياً في البلدية، بالإضافة إلى عمله مسؤولاً عن تحضير الملابس والمعدات في نادي أندورينيا المغمور، وهو النادي الذي تدرّب فيه كريستيانو منذ أن بلغ عامه الثامن. وحاولت عائلة رونالدو تأمين الرفاهية له ولإخوته على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة، حيث عاش كريستيانو في منزل متواضع مسقوف بمادة القصدير، وتشارك غرفة واحدة مع هوجو وإيلما وكاتيا إخوته. وطُرد كريستيانو من المدرسة وهو في الـ 14 من العمر بعد رميه كرسيًّا تجاه أحد المدرسين، ليتم اتخاذ القرار بعدم عودته إلى المدرسة، والتركيز التام على كرة القدم.

لاجئ الحرب
أمضى لوكا مودريتش الأعوام الأولى من طفولته في منزل جده، وكان يساعده في رعاية الماعز وهو في الـ 5 من عمره، أثناء عمل ستيبي ورادويكا والديه في مصنع للملابس. واندلعت حرب استقلال كرواتيا عام 1991 لتُشكّل منعطفاً صعباً في حياة مودريتش الذي كان حينها في الـ 6 من العمر، حيث قُتل جده على يد المتمردين الصرب، وغادرت عائلته القرية التي كانت تعيش فيها مع تفاقهم الحرب، ليتمّ إحراق وتدمير منزلهم. وتحوّل مودريتش بعد ذلك إلى لاجئ، وأمضى أعوامه التالية متنقلاً بين فنادق تعج باللاجئين، لكنه بدأ ممارسة كرة القدم في تلك الفترة وفي مواقف خاصة بالسيارات، وذلك للابتعاد عن أجواء الحرب.

بلا حذاء
دخل أنخيل دي ماريا عالم كرة القدم منذ أن كان في الـ 3 من العمر بطلب من أحد الأطباء، والذي قال لميجيل وديانا والديه إن هذه الهواية قد تساعد ابنهما على تنظيم نشاطه الزائد، لكن الظروف المعيشية الصعبة صعّبت مهمة حصول أنخيل على أحذية خاصة، كما أنه اضطر للعمل رفقة فانيسا وإيفيلين شقيقتيه مع والديهما في مكان محلي لإنتاج الفحم. ولم ينسى دي ماريا معاناة والديه بعد بداية مسيرته الاحترافية، فرد لهما الجميل عبر شرائه منزلاً جديدًا لهما بعد انتقاله إلى بنفيكا، كما طلب من والده عدم العمل مجدداً.

7 أبناء
كشف يايا توريه عن الصعاب التي واجهها في طفولته خلال حوار مع صحيفة “ذا جارديان” الإنجليزية عام 2011، حيث ذكر أنه كان يلعب كرة القدم باستمرار مع أطفال آخرين في الشوارع، وأنهم كانوا جميعاً حفاة. وقال اللاعب الإيفواري إنه كان من الصعب عليه الحصول على حذاء، وأن والده سينفجر غضباً أمام مثل هذا الطلب، خاصة أن والده كان مسؤولاً عن عائلة تتكون من 7 أبناء. ورأى توريه أن طفولته كانت طبيعية عند مقارنتها بحياة الطفل الإفريقي بشكل عام، مشيراً إلى أن حياة الأطفال حالياً أصبحت أصعب عما كان الوضع عليه في الماضي.

بلا رعاية صحية
وُلد ماريو بالوتيللي في مدينة باليرمو الإيطالية لوالديْن مهاجريْن من غانا، لكنهما كانا عاجزيْن عن التكفّل بمختلف مصاريفه، لينتقل إلى حضانة الإيطاليين فرانشيسكو وسيلفيا بالوتيللي عند بلوغه عامه الـ 3. وتحسّنت أوضاع ماريو تحت رعاية عائلته الجديدة، بعد أعوامٍ أولى كانت في غاية الصعوبة، خاصة أن السبب الرئيس لانتقال حضانته إلى أسرة جديدة كان عدم قدرة والديه البيولوجيين على تأمين أدنى رعاية صحية له. وبعد تسجيله أحد أهدافه التي قادت إيطاليا نحو بلوغ نهائي اليورو عام 2012، قرر ماريو الاحتفال عبر تقديم تحية إلى سيلفيا، والدته بالتبني.


المزارع الروسي
عاشت عائلة يوري زيركوف، أفضل لاعب في روسيا عن العام 2008، في فقر شديد، مع عدم استطاعة والديه على شراء الاحتياجات الأساسية اليومية كالطعام والملابس. وعمل والد يوري في مصنع للأدوات الإلكترونية، فيما عملت والدته في إيصال البريد، في الوقت الذي كان فيه يوري يتخلف عن الحصص التدريبية صيفاً لمساعدة أسرته في زرع الخضار حتى يتمكنوا من الحصول على طعام كاف لفصل الشتاء. واعتاد زيركوف على التجول بين المباني مع كرة قدم بين قدميه، على أن يعود إلى منزله ليلاً، لينام على سرير قابل للطي مع 5 أفراد آخرين في غرفة نوم واحدة.

100 غرزة
وُلد فرانك ريبيري لعائلة فقيرة محدودة الدخل في أطراف مدينة بولون شمال فرنسا، وازدادت ظروف عائلته صعوبة بعدما كان في سيارة والده عندما تعرضا لحادث اصطدام بشاحنة، فأصيب فرانك الذي كان يبلغ من العمر عاميْن فقط في وجهه، وتطلب علاجه خياطة مكان الإصابة بقرابة 100 غرزة، الأمر الذي يفسّر وجود الندوب في وجهه اليوم. واضطر فرانك في فترة من فترات طفولته لمساعدة والده الذي كان عامل بناء، لكن الأخير توقف عن العمل بطلب من ابنه عندما بدأ ريبيري مسيرته الاحترافية، فكرّس الوالد حياته لإدارة أعمال فرانك، وتقديم كل الدعم له.

صائد الطيور
عاش داني ألفيس طفولته في حالة من الفقر الشديد في بلدة خوازيرو الواقعة في ولاية باهيا البرازيلية، حيث عمل في الحقول مع والده دومينجوس لزراعة الطماطم والبصل والثوم، كما تعلّم من والده صيد الطيور بطريقة بدائية تُعرف بالـ “أراكوبا”، وتشتهر بها قبائل الـ “جواراني” في أمريكا الجنوبية، وكان الهدف من الزراعة والصيد تأمين القوت اليومي لعائلته. وأحب ألفيس كرة القدم منذ صغره، لكن الظروف الصعبة أجبرته على تحضير كرات مصنوعة من أكياس البلاستيك أو الجوارب. وكان داني في الـ 6 من عمره عندما طلب منه والده أن يلعب في مركز الظهير الأيمن، وهو المركز الذي تألق فيه اللاعب البرازيلي طوال مسيرته.