|


في الدرعية.. لعبة الملوك.. وصراع النجوم

الرياض - عبدالرحمن عابد 2019.12.13 | 10:24 pm

في محافظة الدرعية غرب الرياض، الدرعية، افتتح الأمير عبد العزيز بن الفيصل البارحة، كأس الدرعية للتنس، برعاية شركة أرامكو السعودية، والتي أضافت للبطولة قيمة كبرى بفضل قيمتها التسويقية، والتي بلغت مؤخرا 2.6 تريليون دولار بحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية.
تعتبر لعبة كرة التنس، الهواية المفضلة للطبقة الملكية والنبلاء، وهناك تضارب في روايات المؤرخين حول بدايتها، إذ يعتقد البعض أنها لعبة فرعونية قديمة، استنادًا إلى مدينة "تنيس" المصرية الواقعة على ضفاف نهر النيل، والبعض الآخر يراها لعبة إغريقية.
لكن الرأي الأرجح بين المؤرخين، أن أصلها يرجع لمجموعة من الرهبان الفرنسيين في القرن الحادي عشر والثاني عشر، وكانت تُلعب في البداية بكف اليد باستخدام كرة محشوة من الشعر أو "الفلين" قبل براءة اختراع المطاط، ومع الوقت تطورت اللعبة وانتشرت على نطاق واسع في فرنسا، إلى أن تعلمها النبلاء من الرهبان، ما جعل البابا والملك لويس الرابع منعها من الانتشار، لكن دون جدوى، لتصل سريعًا إلى إنجلترا، ويقع في غرامها الملك هنري السابع والثامن، اللذان تسابقا في إنشاء عشرات الملاعب في بلاد الضباب.
بعيدًا عن تاريخ اللعبة البيضاء، فيأتي هذا الحدث الأول من نوعه في المملكة، بإقامة بطولة عالمية للمحترفين لثاني أشهر لعبة رياضية في العالم، استكمالاً لمنافسات "موسم الدرعية" الجديد، الذي خطف أنظار العالم الأسبوع الماضي، بالنزال التاريخي بين الملاكم المكسيكي آندي رويز وحامل لقب بطولة العالم للوزن الثقيل للملاكمة البريطاني أنتوني جوشوا، وسيستمر الموسم باحتضان مهرجان الفروسية المؤهل لأولمبياد طوكيو، بحضور صفوة فرسان العالم.
وبسواعد الرجال وهمة المخلصين، تمت تهيئة ميدان الدرعية الذي يتسع لنحو 15 ألف مشاهد في غضون أيام تعد على أصابع اليد الواحدة، وذلك بعد الانتهاء من نزال الملاكمة، إذ تم بعدها كشف النقاب بعدها عن التحفة المعمارية الحديثة "المفتوحة"، التي تستضيف الحدث في حضور المتنافسين الثمانية.
وبالنظر إلى النجوم المشاركة في النسخة الأولى لكأس الدرعية، سنجد أن أبرزهم وأشهرهم على الإطلاق، الروسي دانييل ميدفيديف المصنف الخامس عالميًا في الوقت الراهن، وكان في التصنيف الرابع حتى وقت قليل، بعد الطفرة الهائلة التي أحدثها في عام 2019، بوصوله لست نهائيات متتالية، بما فيهم بطولة أمريكا المفتوحة 2019، والآن يبحث خريج معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، عن لقب جديد في ختام عامه المذهل، بعد تتويجه بلقب فردي الرجال في بطولة وينستون سالم –أمريكا-.
يشارك كذلك في الحدث السويسري ستان فافرينكا، المصنف السادس عشر حاليًا، وصاحب التصنيف الثالث في يناير 2014 بعد تغلبه على الأسطورة رافائيل نادال في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، ومن أشهر محطاته، مشاركته مع مواطنه الأيقونة روجر فيدرير في الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008.
ومن الأسماء البارزة الأخرى الحاضرة، فابيو فونيني المصنف الثاني عشر الآن، والمنتشي بتتويجه ببطولة الماسترز هذا العام في مونتي كارلو، كأول إيطالي في التاريخ يفوز بهذا اللقب، ويشارك أيضًا صاحب الباع الكبير في اللعبة منذ منتصف العقد الماضي، الفرنسي غاييل مونفيس، المصنف العاشر حاليًا والسادس سابقًا، بفضل محطاته التاريخية منها على سبيل المثال وصوله لنصف نهائي جراند سلام في بطولة فرنسا المفتوحة 2008، بالإضافة إلى بطولة أمريكا المفتوحة 2016، وثلاث نهائيات لدورات الماسترز 1000 الفردية.
وهناك أيضًا أسماء شابة مشاركة مثل اليافع يان لينارد شترف، الذي تعتبره وسائل الإعلام الألمانية من أبرز المواهب الشابة الصاعدة في لعبة التنس، خاصة بعد وصوله لنهائي بطولة بولاخ العام الماضي، بالإضافة لصاحب الإرسالات الساحقة الأمريكي جون إيسنر، صاحب التصنيف الـ19.
باقي الأسماء التي سطرت أحدث مولود في اتحاد التنس للمحترفين، البلجيكي ديفيد جوفان المصنف الحادي عشر، والذي كان ضحية ميدفيديف في بطولة سينسناتى للتنس للأساتذة أغسطس الماضي، والأخير الفرنسي لوكاس بويل المصنف رقم 22، الذي لم يحالفه التوفيق لاستكمال مشواره في البطولة، لتعرضه لإصابة مفاجئة بعد هزيمته أمام جوفين، على إثرها لم يواجه لينارد.
غدا السبت، ستتحدد هوية المحظوظ بكأس الدرعية ومكافأة المليون دولار، بعدما ضرب ميدفيديف موعدًا مع فونيني في المباراة النهائية، فيما ستقسم مليوني من نفس العملة على صاحب المركز الثاني وباقي المشاركين، ليُسدل الستار على أول نسخة عالمية لـ"اللعبة البيضاء" على الأراضي السعودية.