|


عدنان جستنية
مواجهة الموت.. أكون أو لا أكون
2020-01-21
اليوم يوم تاريخي في مسيرة الكرة السعودية وليس فقط في مسيرة منتخبنا السعودي تحت سن 23 الذي يلعب مواجهة مهمة ومصيرية تؤهله إلى المباراة النهائية لتحقيق اللقب الآسيوي، وقبل ذلك تفتح له طريق العبور إلى طوكيو وأولمبياد غاب الأخضر الشاب عنها ربع قرن.
ـ خطوة في غاية الأهمية والصعوبة سبقتها خطوات لم تكن سهلة في كل مراحلها، حيث استطاع منتخب الأمل تجاوزها بعزيمة وإرادة وفكر مدربنا الوطني القدير سعد الشهري وجهازه الفني، وهمة رجال “شباب” يقدرون مسؤوليتهم الوطنية تجاه بلادهم وإنجاز دولي يرفع من مكانته وشأنه الرياضي، ويصنع منهم أبطالاً سيخلد التاريخ في ذاكرته أسماءهم بماء من ذهب.
ـ إنها مواجهة أمام منتخب شرس لا يمكن مقارنته بالمنتخبات السابقة التي لعب أمامها منتخبنا، فالمنتخب الأوزبكي لديه نفس الطموح ولم يصل لهذه المرحلة وهذه المباراة تحديداً بسهولة، فقد واجه في مجموعته القوية “إيران والصين وكوريا الجنوبية”، وفي الربع النهائي واجه المنتخب الإماراتي ليفوز فوزاً تاريخيًّا فيه دلالة على أنه منتخب ثقيل جداً لا يستهان به، وسيكون نداً قوياً وصلباً في مرحلة “التحدي” الحقيقية التي يخوض غمارها منتخبنا في معركة بين الحياة والموت عنوانها العريض “أكون أو لا أكون”، ومن المؤكد أن سعد الشهري وكل لاعب يدرك تمامًا حجم وقيمة هذا التحدي وثمرة نجاح اقتربت ساعة خطفها.
ـ من خلال متابعتي للأخضر أجد أنه يتميز بروحه القتالية ولياقة بدنية عالية جداً وتنظيم جماعي في أسلوب وطريقة أدائه وتجانس واضح في كل خطوطه وثقة قوية في حراسة المرمى، إذ يلعب كتلة واحدة بعيدًا عن “الأنانية” والمزاجية، ناهيكم عن ما يتمتع به لاعبوه من مهارات فنية كان لها تأثيرها الإيجابي في حسم النتيجة والفوز في الوقت الصعب.
- وإن كنا نأمل من منتخبنا الشاب الشيء الكثير في مواجهة اليوم ونحفزه بكل وسائل الدعم المعنوي ليتخطى الاختبار ما قبل الأخير، فإننا من خلال مشاهدة ومتابعة للمباراة الأخيرة التي لعبها أمام منتخب تايلاند نحذره كثيرًا من لحظات البدايات وغياب “التركيز”، إضافة إلى التمريرات الخاطئة وبالذات القريبة جداً من منطقة الست ياردات أراها واحدة من “عيوبه” التي من المؤكد أن مدرب منتخبنا الوطني لاحظها ولا بد أنه وضع لها معالجة لكيلا تتكرر في لقاء لا مجال فيه للأخطاء.
ـ على كل حال، دعواتنا المخلصة بالتوفيق للأخضر السعودي الشاب في مباراته الصعبة أمام المنتخب الأوزبكي وفرحة وطن بفوز ثمين وتأهل يقودنا للذهب والوصول إلى طوكيو وحلم طال انتظاره.