|


الرئيسية / انفوجرافيك

طالب جامعي ضيَّع اللقب.. والقانون عرقل الألمان مرتين

قبل الفيروس.. رشوة أسقطت تورينو

جدة ـ الرياضية 2020.03.19 | 01:30 am
قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل نهائيات كأس الأمم الأوروبية حتى صيف العام 2021، ما رفع من حظوظ استئناف الدوريات المحلية الأوروبية في الصيف المقبل، بعد تعليق جميع مبارياتها مؤقتاً عقب انتشار فيروس كورونا في القارة العجوز، لكن خطر استمرار التعليق يبقى قائماً مع وصول عدد المصابين بالفيروس في بلدان الدوريات الـ 5 الكبرى إلى قرابة 70 ألف مصاباً. وعادت “الرياضية” في عدديْها الأخيريْن بالتاريخ إلى دوريات تعرضت للتعليق والإلغاء لأسباب عدة، قبل الكشف اليوم عن مجموعة جديدة من الدوريات الملغية في الجزء الثالث والأخير من هذه السلسلة.

حقق نادي تورينو لقبه الأول في الدوري الإيطالي عام 1927 بعدما تفوق بفارق نقطتين على بولوينا في ترتيب المرحلة الأخيرة، لكن فرحة النادي لم تدم طويلاً بعد الكشف عن فضيحة أدّت إلى قرارٍ بشطب لقبه، حيث حصل الاتحاد الإيطالي على خيوط كثيرة حول عملية رشوة مشبوهة بعد تحقيقات شائكة أثارت الكثير من الجدل خلال الديربي الذي جمع تورينو ويوفنتوس في 5 يونيو 1927، ومحاولة تورينو تجاوز الخط الدفاعي القوي لليوفي، والمؤلف من الثنائي فيرجينيو روزيتا ولويجي أليماندي، بطريقة غير مشروعة.
وأشارت عدة مصادر إلى أن جيدو ناني، الإداري في تورينو والمقرب من إنريكو سينزانو رئيس النادي حينها، قام بعرض 25 ألف لير إيطالي على لويجي أليماندي مدافع يوفنتوس، عبر صلة وصل تمثلت بفرانشيسكو جاوديوزو، وهو طالب جامعي كان يسكن في نفس المبنى الذي يسكن فيه أليماندي. وجاء الاتفاق على أن يحصل أليماندي على 15 ألف لير قبل المباراة، و10 آلاف بعدها، لكن جيدو ناني رفض دفع المبلغ المتبقي على الرغم من فوز تورينو، حيث كان أليماندي أحد أفضل اللاعبين في المباراة.
وبادر الطالب جاوديوزو بإبلاغ الصحافي ريناتو فيرمينيللي عن الحادثة، فأخذ الأخير بنشر عدة مقالات في أكثر من صحيفة، فتمّ استجواب جاوديوزو وفيرمينيللي قضائياً، إضافة إلى أحد لاعبي يوفنتوس الذي حصل على هدية من رئيس تورينو قبل المباراة، ولاعب آخر راهن على خسارة اليوفي، إلى أن اعترف ناني بما قام به في نوفمبر 1927. وفي نهاية المطاف، صدر القرار بحرمان تورينو من لقبه، دون أن يتم منحه للوصيف بولونيا، كما صدرت قرارات بإيقاف عدد كبير من إداريي تورينو مدى الحياة، وقرار شبيه تم رفعه لاحقاً بحق أليماندي.
وأثارت هذه القضية الكثير من الجدل، حيث أكّدت عدة مصادر عدم حصول أليماندي على المال، وهو ما أكّده اللاعب للمرة الأخيرة عام 1976 قبل عاميْن من وفاته، وكذلك جينو روزيتي مهاجم تورينو الذي أكّد عام 1991 أن أليماندي كان أفضل لاعب في تلك المباراة. وحاول نادي تورينو فتح القضية عدة مرات خلال الأعوام التالية، وقد وعد الاتحاد الإيطالي بدراسة الملف مجدداً بعد مأساة طائرة “سوبيرجا” التي أودت بحياة لاعبي تورينو عام 1949، لكن هذا لم يحدث، ليبقى موسم 1926ـ1927 من الدوري الإيطالي بلا بطل.

الدوري الألماني: 1903ـ 1904
الأندية المعنية: كارلسروه ـ بريتانيا برلين
سبب الإلغاء (اعتراض كارلسروه على خلل في تطبيق الاتحاد الألماني لقانون تحديد الملاعب)

تُوّج نادي VfB لايبتزيج بلقب النسخة الأولى من الدوري الألماني عام 1903، وبحث عن الحفاظ على لقبه في النسخة التالية عندما وصل إلى المباراة النهائية لمواجهة نادي بريتانيا برلين، والذي تجاوز في الدور ربع النهائي أحد أبرز الأندية المرشحة، حيث تغلّب بنتيجة 6ـ1 على نادي كارلسروه، لكن الأخير لعب دوراً بإلغاء الموسم حتى بعد خروجه، وقبيل بداية المباراة النهائية، عندما قدّم اعتراضاً على خرق الاتحاد الألماني لأحد القوانين.
ونصّت قوانين الاتحاد الألماني حينها على إجراء مباريات المراحل المتقدمة على ملاعب محايدة، لكنه لم يطبق هذا القانون بشكل كامل منذ موسم 1902ـ1903 لأسباب مادية، فأُجريت جميع مباريات الدور ربع النهائي لموسم 1903ـ1904 على أراضي أندية تأهلت جميعها إلى نصف النهائي، ومن بينها مباراة بريتانيا برلين وكارلسروه التي جرت في برلين، حيث زعم كارلسروه أن عدداً من لاعبيه لم يحصلوا على إجازات من أعمالهم للسفر إلى برلين، إضافة إلى الصعوبات المادية في التنقل عبر القطار.
واجتمع الاتحاد الألماني صبيحة يوم المباراة النهائية للبحث في احتجاج كارلسروه، فقرر عدم إجراء المباراة وإلغاء الموسم، معتبراً أن الاحتجاج كان محقاً على الرغم من عدم احتجاج عدة أندية عرفت الظروف نفسها في الموسم نفسه، وفي الموسم السابق. وخسر بريتانيا برلين فرصة الفوز باللقب حينها، ليبقى سجله خالياً من الإنجازات حتى يومنا هذا، فهو يلعب اليوم في الدرجة الثامنة في ألمانيا تحت اسم برلينر سبورت فيراين.

الدوري الألماني: 1921ـ 1922
الأندية المعنية: هامبورج ـ نورنبيرج
سبب الإلغاء: (اعتراض نورنبيرج على خلل قانوني ارتكبه الحكم في المباراة النهائية)
بحث نادي هامبورج عن أول ألقابه في الدوري الألماني عام 1922 عندما ضرب موعداً في المباراة النهائية مع نورنبيرج حامل اللقب، وكان الفريق الشمالي مرشحاً لتحقيق هذا الإنجاز بعد مشوار ملفت في ذلك الموسم. وجرت المباراة النهائية بتاريخ 18 يونيو في برلين، وانتهى وقتها الأصلي على نتيجة التعادل 2ـ2، واستمرت حتى الدقيقة 189 عندما أوقف الحكم المباراة بسبب حلول الظلام، علماً أن كرة القدم لم تعرف ركلات الترجيح الفاصلة قبل خمسينيات القرن الماضي.
ولعب الفريقان مباراة ثانية بتاريخ 6 أغسطس لتحديد هوية البطل، وشهدت الأشواط الأصلية التي انتهت على نتيجة التعادل 1-1 خسارة نورنبيرج لاثنين من لاعبيه، حيث طُرد ويلي بوس في الدقيقة العاشرة، قبل أن يتعرض أنتون كوجلر لإصابة في الدقيقة 75، ليدخل الفريق الجنوبي الشوط الإضافي الأول بـ 9 لاعبين فقط، وذلك لعدم وجود لاعبين بدلاء في تلك الفترة. وخسر نورنبيرج لاعبه الثالث في الدقيقة 100 بعد طرد هنريك تريج، قبل أن يتعرض لويتبولد بوب لإصابة عند نهاية الشوط الإضافي الأول.
وقرر الحكم بيكو باوفينز عدم بدء الشوط الإضافي الثاني، حيث ينص القانون على اعتبار الفريق خاسراً إن تقلص عدد لاعبيه إلى 7، فحصل هامبورج على لقبه الأول، لكن نورنبيرج قدّم احتجاجاً بعد ذلك عندما وجد خللاً في تطبيق القانون، وهو أن المباراة كانت متوقفة حُكماً لنهاية الشوط الإضافي الأول، ما يعني أن الحكم لم يقم بإيقافها، وأنه لم يُطلق صافرة النهاية لإعلان خسارة نورنبيرج. وأجرى الاتحاد الألماني اجتماعاً قرر فيه إلغاء الموسم، على الرغم من عدم موضوعية احتجاج نورنبيرج الذي استفاد من خلل قانوني ساذج.