ولا تعاتبني على طاري النزوح
الرحيل أحيان من أجل البقا!

انحيازًا للجمال وتعظيمًا للإبداع وتكريمًا للنص، يأتي رشيد الدهام أحد أبرز نجوم الشعر في الخليج بهذه الرائعة متوشحة التفرد ومتفردة الأسلوب وفريدة الصياغة ليخص بها “الرياضية”..

ضايقٍ صدري ولا أدري وين أروح
كن ما لي في البلاد أي أصدقا
في عيوني دمع وبدمعي جروح
وفي جروحي روح وبروحي نقا
وفي غموضي كذب وبكذبي وضوح
وفي وضوحي صدق وبصدقي تقى
وقبل بوحي يصمت أو صمتي يبوح
في أمان الله ودّعت اللقا
يا نديم الليل يالوجه الصبوح
ما حدٍ يدري بعمره كم بقى
السوالف لا تحولها مزوح
الحزن مكتوب والنفس امحقا
ولا تعاتبني على طاري النزوح
الرحيل أحيان من أجل البقا!
كم قلبٍ لي هقيت إنه نصوح
وانقلب عكس اللي به كنت اهقا
أحد حدّه لا ارتقى فوق السطوح
واحد فوق الغيم حدّه لا ارتقى
والهنيّ اللي بلا عزم وطموح
ما عرف في يوم وش معنى الشقا
راضي وقانع بمنزال السفوح
ولا يهمّه من على العليا رقا
كلٍ يجي له وكلٍ له يروح
ولا لقى اللي هو لقى اللي هو لقى!
حي لكن حي جسم بدون روح
ما درى أن دنياه والموت اشققا