|


تركي السهلي
العياذ بالله
2020-07-13
فوضى الكلام في موضوع اللاعب البرازيلي في فريق النصر الأوّل لكرة القدم بيتروس كانت عالية، ووصلت إلى مستوى غير مقبول من الطرفين الأصفر والأزرق، وانزلق الطرح الهلالي والنصراوي إلى درجة الحضيض.
فمن غير المقبول على الإطلاق أن نسوّق محبتنا للدين الإسلامي وللنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهدفنا فقط إيقاع عقوبة على لاعب كي ننعم بعدم مشاركته أمام فريقنا في مباراة تنافسية. وذلك كان المنحى الهلالي الأجوف. كما أنه لا يليق أبداً أن نقول إن قلب اللاعب يُحب الإسلام ونبيه الكريم كي نُجنّبه الإيقاف ونهنأ بمشاركته في النزال المرتقب. وهذا ما كان عليه الأصفر القميء في منهجه. هذه مرحلة نقول معها بكل تجرّد: نعوذ بالله من هكذا طرح ونعوذ بالله من هكذا تعاط.
الدين الإسلامي أكبر من كل طروحاتنا وهو مرفوع عزيز، ونبيّنا عليه السلام أسمى من كل تجاذباتنا التافهة.
إن الواقعة التي دارت في الأيّام الماضية تجعلنا نتحرك وعلى الفور لمنع أي أخذ ورد في الثوابت واستخدامها في الرياضة. كما أن الواجب الوقوف في وجه تسويق الشعارات الدينية على كل ما يتعلّق بعناصر اللعبة. وكرة القدم تبدو واسعة المفهوم لكنها ذات إطار ضيّق فهي لا تقبل المساس بالدين ولا بالرموز الدينية ولا بالألوان والأعراق، ولا بسياسات الدول وأحداث الشعوب التاريخية، وهي تقف دائماً عند المشترك الإنساني الصرف. وأدرك العالم المُسير للمنافسات الرياضية أن المحافل الدولية سواء كانت أولمبية أو غيرها لا بد أن تُنحّى عن كل ما يثير النعرات.
ونحن في السعودية لم نكن ببعيد عن كل هذا ووقفنا مع العالم الرياضي المُتحضّر في رفض همجية بعضهم، وكان ذلك على المستوى الرسمي، لكن لدينا من العقول الصدئة ما يجعلنا نسير فوراً إلى رميها في سِلال المهملات وحرقها علّها تنصهر في المزابل ونرتاح.
وكُل ما دار في الساعات الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي قدّم لنا الصورة البغيضة للانحطاط الفكري وبلوغه مستويات متقدّمة من العفن، ولم يعد بوسعنا قبول المزيد ونحن نجلس الآن وسط التسامح والاعتدال وقبول الآخر.
إن الانشغال بالقضايا المُفتعلة من قبل الفارغين يُشغلنا عن قضايانا الكُبرى. كما أننا لا نريد لأحد أن يرانا ونحن نهتم بصغار الأمور ونبتعد عن مراحلنا الحاضرة بفكرها الجديد التي سيبقى عمادها الدائم: لا إله إلّا الله محمد رسول الله. وكُلّ من لديه خلل في مفهومه سنضعه في سجن العقل الأبدي.