|


حسن عبد القادر
السومة.. مصلحته أولا
2020-09-18
يشعر أغلب الأهلاويين بأن العلاقة التي تربطهم بالسومة أكبر من علاقة لاعب محترف ونادٍ يجمعهما عقد.
هكذا هم يشعرون وبهذا الفكر يتحدثون. ويستغربون إن خرج وتحدث عن رحيل أو انتقال أو عن رغبة تفاوض في البقاء.
هذه العلاقة العاطفية لها مبرراتها، فهم عاشوا معه لحظات فرح لا تنسى وهو أيضًا “شاطر” في دغدغة مشاعرهم في أشد لحظات احتياجهم.
وفي مقابل هذا الحب وهذه العاطفة الجماهيرية التي “تدمح” له بعض الزلات وتتغافل عن بعض التصريحات، نجد أن السومة يحاول أن يخرجهم من هذه الفكرة العاطفية بأن يذكرهم بين كل فترة وأخرى بأنه لاعب محترف جاء للمال وقد يذهب من أجله.
في الحالتين وأقصد حالة عاطفة الجماهير وواقعية السومة أجد أن الطرفين غير مخطئين. فالجمهور تحركه العاطفة واللاعب المحترف يسير خلف زيادة أرصدته ولا يمكن أن نعيب عليه ذلك.
ولكن العتب الوحيد الذي بدأ الأهلاويون يتنبهون له أخيرًا هو أن السومة أصبح يختار ضعف الأهلي لإبراز قوته والاستفادة من التوقيت.
“مثال”..
في مرحلة الشتات التي عاشها النادي بعد ابتعاد الداعم الأول الأمير خالد تحرك السومة بحثًا عن عقد آخر، ورتب كل أموره للرحيل، إلا أن تدخل المستشار تركي آل الشيخ وقتها منع إتمامها والكل يعرف تفاصيلها، وتحدث بها السومة بنفسه ولم تعد سرًّا يخفى.
وفي وضع الفريق الحالي الذي لم يعد يمتلك القدرة المالية الكبيرة يكرر السومة خروجه في أكثر من لقاء ويتحدث بنفس النغمة عن تلويح بالرحيل وعن ظروف لا تأتي إلا مع اقتراب نهاية العقد.
هنا لا يحق لأي أحد أن يطالبه بألا يبحث عن عقد كبير يختم به مشواره ومدة أطول تتجاوز السنتين. ولكن عليه أن يختار الوقت والمكان المناسبين ليضع شروطه ومطالبه بدلاً من تصيد الكاميرات، فالكلام الذي يقوله أمام الكاميرا للضغط على إدارة النادي ممكن أن يقوله لهم داخل الغرف المغلقة وفي الوقت المناسب وليس في وسط بطولة، ولهذا كان الأهلي وبناء على تصريحاته مادة دسمة لموائد البرامج “ومانشيتات” الصحف، فهل هذا هو ما يريده السومة أو هل هذا ما يستحقه الأهلي منه.
في النهاية يجب أن يتخلى الأهلاويون عن عاطفتهم تجاهه، وأن يتعاملوا معه كلاعب محترف صنع تاريخًا وأخذ من النادي مثلما أعطى،
لأن العلاقات العاطفية التي تكون دائمًا من طرف واحد تنتهي غالبًا بالفراق.. وأتمنى ألا يحدث ذلك.