|


عيد الثقيل
دعوة أصبحت جريمة
2021-01-21
أتعجب حقيقة من ردود الفعل الإعلامية على دعوة لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم المحللين التحكيميين في القنوات التلفزيونية والصحف للالتقاء بهم، حتى صور بعضهم هذه الدعوة وكأنها جريمة، فيما توجه آخرون ممن كانوا أقل حدة إلى تصويرها بدعوة فرض وصاية على آراء المحللين التحكيميين ومحاولة تكميم أفواههم أمام أخطاء الحكام أثناء المباريات.
يبالغ الإعلاميون كثيرًا حين يسلكون اتجاهًا معينًا ويأبون التراجع عن النقد وقد يحولون كل عمل إيجابي إلى سلبي للسير في اتجاههم الذي اختاروه، وإلا ما المانع من لقاء لجنة الحكام بالمحللين التحكيميين والاستماع لآرائهم حول تطوير التحكيم السعودي، وأيضًا لمناقشتهم في آرائهم والتي قد تكون خاطئة وتتسبب في تأجيج الشارع الرياضي، ولماذا يرى هؤلاء الإعلاميون أن هذا اللقاء نوع من الوصاية على آراء المحللين، وهل بقدرة لجنة الحكام من الأساس أن تكمم أفواه الإعلام أو تفرض عليهم أي شيء.
برأيي أن هذا اللقاء من الإيجابيات التي تحسب للجنة الحكام واعتراف منها بوجود الأخطاء وضرورة التطوير، ومن الأفضل أن تمتد هذه اللقاءات لتشمل الإعلاميين أيضًا والمؤثرين منهم خاصة أصحاب المنابر الإعلامية المهمة من مذيعين وحتى الضيوف، فالنقاشات وسماع الآراء لا بد أن تطرح حلولًا وتفتح آفاقًا جديدة.
ما زلت عند رأيي أن مشروع تطوير التحكيم السعودي وإعادة الحكم المواطن لقيادة مباريات دوري بلاده من أهم المشاريع التي عمل عليها اتحاد القدم، ولكن مع تزايد الأخطاء والجدل المصاحب لغالبية المباريات فلابد من التغيير في إدارة هذا المشروع حتى لا يسقط وينتهي تمامًا، ثم لا يمكن بعد ذلك من العودة إليه من اتحاد القدم الحالي على الأقل في الثلاثة أعوام المتبقية من فترته، فلابد مع تزايد الحملات الإعلامية ضد الحكم السعودي والغضب الجماهيري أن تشرك لجنة الحكام حكامًا أجانب لقيادة العديد من المباريات في الدوري بجانب الحكم المواطن، لتخفيف الضغط عليه وللتأكيد على أن الأخطاء التحكيمية والمثيرة للجدل قد تصاحب أي صافرة كانت محلية أو أجنبية، فلا يخفى على أحد فداحة الأخطاء التي ارتكبها الحكام الأجانب في فترات سابقة أثناء قيادتهم لمباريات الدوري السعودي، ولابد أيضًا من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب تجاه الحكام السعوديين وعدم مساواة الجيدين منهم بالأقل أداء، حتى لو لم نخرج هذا الموسم سوى بثلاثة أطقم تحكيمية فقط، فالمشروع واعد ولنرضى بأقل النتائج بداية حتى نحصد الكثير منها في نهاية المشروع، وتتحقق أهدافه.