|


أحمد الحامد
دراجة هوائية
2018-03-06

البيئة التي تولد فيها تلعب دورًا رئيسًا في تشكيلك، وتتدخل في نجاحك وإخفاقك وتشكيل وعيك. عندما تولد تحصل على سلوكك ومعتقداتك، ترثها وتشكل جزءًا من عاطفتك، تحصل على أشياء كثيرة.. 



لكن مَن قال لك: إن ما حصلت عليه كله كان صحيحًا؟ إلى كل الذين أمضينا أوقاتًا طويلة محاولين إقناعهم بأن الحياة قائمة على الاختلاف، وأن في الأرض أممًا أخرى، حصلت دون إرادة واختيار منها على كل ما حصلتم أنتم عليه دون اختيار منكم أيضًا، اقرؤوا .. اقرؤوا كثيرًا ولا تتوقفوا عن القراءة، اقرؤوا كل ما تقع عليه أيديكم من كتب دون أحكام مسبقة ودون خوف ولا تخشوا شيئًا، ولا تصنعوا أعداءً وهميين. 



هناك في الجوانب الأخرى من هذا العالم مَن يعيشون بسعادة، يصنعون الفرح ويستمتعون بما وهبهم الله الذي يؤمنون به ويخشونه. في الجانب الآخر هناك مَن مضوا سريعًا نحو الحياة، وبنوا مدنًا جميلة وشوارع نظيفة ومدارس، أطلقت للعالم أمهر الصنَّاع وأفضل الأطباء، وطرقًا سارت عليها السيارات التي صنعوها، وصل إلينا فضلهم بعد جهدهم وعلمهم. هذا وقت صناعة الفرح والأجيال السعيدة المنفتحة على العالم الذي ينتظر منا شيئًا من سعادة.. من صناعة.. من مشاركة.. العالم بلا أسوار ومَن يعيش داخل سوره، ويحسب أن العالم يكمن داخله لا يؤذي نفسه فقط، بل ويؤذي الآخرين أيضًا، ويشكِّل حملًا ثقيلًا على المركبة التي تمضي إلى الأمام ولا تريد أن تتوقف. 



 



 


أشياء كثيرة لم نخترها بأنفسنا لكننا نستطيع تغيير ما هو غير صالح وما هو غير صحيح.. مقولة لألبرت أينشتاين، ولا أعلم إن كان قد قالها أم لا لكنني أعجبت بها، تقول: “الحياة كالركوب على الدراجة الهوائية، لتحافظ على توازنك يجب أن تبقى في حركة ولا تقف”. اليوم قرأت أيضًا مقولة للراحل الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، يعبِّر فيها عن أهمية الإدراك المبكر للحياة الحقيقية، يقول رحمه الله: “ستدرك في وقت متأخر من الحياة أن معظم المعارك التي خضتها لم تكن سوى أحداث هامشية، أشغلتك عن حياتك الحقيقية، فاجعل هذا الإدراك مبكرًا”. انتهت المقولة وتبقى فائدتها لكل مَن أراد أن يعيش ويصنع الحياة لمَن حوله.