|


أحمد الفهيد
الحكم الخائن.. المرتشي.. الغشاش.. انتصر!
2018-01-16

 

أصبحت الأمور واضحة جدًا، المشكلة في التحكيم وليست في الحكام!

 

كان وجود الحكم السعودي في كل مباراة تنافسية، أو مباراة مصيرية، سببًا في أن تبدأ حفلة الصراخ، والاحتجاجات، والاتهامات العلنية بالانحياز، والتواطؤ، وتعمد الغش، بل بلغ الأمر بأن قيل له: "أنت خائن للأمانة"، وقيل عنه: "هو حكم مدفوع الثمن"، واتسعت دائرة الظن السيئ، وصدرت قوائم بأسماء الحكام المتخاذلين عن أداء الأمانة.. مدرجات كل فريق رصدت أسماء الحكام "الخونة" وفقًا للضرر الواقع على أنديتهم، وطالبت بإبعادهم عن المباريات الحاسمة، والمهمة، والكبيرة!

 

وللتقليل من حدة الغضب، وشدة العتب، ومدة التعب، سُمح للحكم الأجنبي بقيادة المباريات الجماهيرية، ثم سُمح للأندية لاحقًا بطلب حكام أجانب لخمس مباريات، ثم زادت إلى ثماني مباريات على نفقة النادي نفسه، حتى صدر قرار قبل شهرين يقضي بأن يقود جميع المباريات حكام أجانب، وعلى نفقة الهيئة العامة للرياضة.

 

أُقصي الحكم السعودي من اللعبة كلها، بناء على طلب رئيس النادي وجمهوره وإعلامه، لتحقيق العدالة المذبوحة بصافرة منه أو صافرتين.. وحين يغيب ابن البلد عن مباريات بلاده، فإنه سيغيب عن مباريات القارة، ولن يلبس قميص التحكيم في بطولة عالمية، لن يختاره أحد لأنه لا يمارس دوره، وإذا كانوا أهلك لا يثقون بك فلا تنتظر أن تفوز بهذه الثقة من الآخرين خارج حدود خارطتك!

 

الآن، وبعد أن صار الحكم الأجنبي سيدًا في ملاعبنا، انكشفت عورته، وبلغ سيل أخطائه رأس الجبل، فأصاب الجميع البلل، وصاح الجميع: "يا سيئ، يا فاشل".

 

لكن لم يقل أحد له: "يا خائن"، "يا مرتشي"، "يا غشاش".. ربما لأنه لا يعيش بيننا، ولا يفهم الشتائم التي نجرح قلبه بها، وصار على جماهير الأندية ورؤسائها وإعلامها البحث عن سبب آخر للهزيمة إن حدثت، وصار من المهم جدًا أن يرتدي الحكم السعودي قميصه وينزل إلى أرض الملعب مزهوًا بثقة اتحاد اللعبة فيه.

 

كانت تجربة مهمة، مهمة جدًا، علمتنا أن أخطاء الحكم شر لابد منه، وأنها يمكن أن تحدث من دون قصد، وأن الحكم جزء من اللعبة دائمًا، ومن النادر جدًا أن يكون جزءًا من التلاعب..

 

علمتنا أيضًا أن وجود حكم قدير وخبير وعالمي، هو الإنجليزي مارك كلاتنبورج، رئيسًا للجنة الحكام السعودية، لا معنى له، ولا قيمة، فما هي القيمة من وجود حكم بتاريخه اللامع، في دوري محلي، يقوده حكام أجانب؟!..

 

أين مواضع التطوير التي عليه أن يعمل لإحيائها، أين هم الحكام السعوديون الذين عليه أن يراهن عليهم؟!.. عام كامل مضى وحكامنا الدوليون يتدربون بلا معنى، فما الذي فعله السيد البريطاني من أجلهم فنيًا، وإداريًا؟!.. لا شيء يُذكر، ولا شيء نافع يمكن تذكُّره!.