|


أحمد الفهيد
لو كنت أعمى
2017-12-23

 

 

(١)

في الذاكرة، وجوه كثيرة، وقصص شيقة وشقية.. كانت البداية مراهقة ومرهقة، لكنها بعد هذا العمر كله، أصبحت تجربة عامرة بالمعرفة والفهم والصداقات، والثقة، والجرأة.

 

(٢)

كنت جائعًا للحياة، لكنني لم أرغب في التهام الطعام بسرعة فأُتخم، ولم أتباطأ في أكله فيبرد، حاولت أن أمنح كل لقمة حقها في أن تترك طعمها في حلقي، وأن تُمضغ جيدًا ليسهل هضمها فيما بعد.

 

(٣)

كبرت الآن، كبرت أكثر مما أحتاج إليه، وصرت أرى كل شيء بوضوح، لدرجة أنني أتمنى لو كنت أعمى!.

 

(٤)

لكنني ما زلت عاجزًا عن فهم «نفسي».. أحتاج أولًا إلى أن أعرف نفسي بوضوح، ومن ثم سيكون سهلًا على الآخرين معرفتي بالطريقة نفسها.. فأنا خليط من التناقضات، والأفكار المتداخلة، والقصص القصيرة.. أنا ما أريد أن أكون عليه، وما يجب أنا أكون، أنا ما أقوله ولكنني خائف من فعله، وأنا ما أفعله ولكنني خائف من قوله.. أنا كل ما حدث في «المسافة» بين عقلي وروحي.

 

(٥)

..أما الوصول إليّ فإنه لا يحتاج إلى طريق وإنما إلى طريقة.