|


أحمد الفهيد
"قلة أدب" أم "طقطقة"؟!.. اسألوا ألمانيا
2017-12-30

 

 

"ألمانيا"، أو "تعرف على ألمانيا بالعربي"، وهو حساب موثق، تنشر جل موضوعاته بالتنسيق مع المجلس الوطني الألماني للسياحة، كتب قبل ساعات من مراسم قرعة كأس العالم 2018، التي أجريت في "الكرملن" الروسي بحضور رئيس الدولة: "‏اليوم سيدخل كلوزة هداف كأس العالم، حاملاً الكأس في موسكو، الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت ألمانيا.. 

 

نتمنى كل النجاح  للمنتخب الألماني، والمنتخبات العربية المشاركة ‫"السعودية، المغرب، تونس، مصر"، ‏ونتمنى ألا تلعب ألمانيا مباشرة مع الفرق العربية للحفاظ على الصداقة والود بيننا"!‬‬

 

هذه التغريدة، استفزت الجمهور العربي، ليس كله طبعًا، فحدث تبادل القصف بين الطرفين "الحساب الألماني، وحسابات مغردين سعوديين، ومصريين، وتونسيين، ومغربيين"، هناك من شعر بالإهانة المتعمدة، وهناك من ظن بأن الكلمات تنتقص من مكانة المنتخبات الأربعة كرويًّا، وهناك فريق ثالث قاوم "الطقطقة" الألمانية، بـ"طقطقة" أشرس منها، يجري في عروقها "دم خفيف".

 

الحساب الألماني، الذي أثار هذا الجدل عمدًا، لأسباب تسويقية سياحية، قال ردًّا على أحد الغاضبين، الذين هددوا بالاقتصاص داخل الملعب: "نتفهم حبكم للثأر، وحقكم، ولكن أن تلعب ضد بطل العالم فإن هناك ذكريات مؤلمة سوف تحدث.. ما رأيكم أن تأخذوا الثأر من بريطانيا؟!.. سنفرح معكم ولكم"، وقال لآخر: "لم نقصد التذكير بجروح قديمة، ولكن نتمنى تفادي جروح جديدة"!

 

ولأن بين المغردين من أراد أن ينقل المعركة من ملعب كرة القدم، إلى ملعب السياسة، حين كتب "الخوف عليكم أنتم، تخسرون شركاءكم بسبب تصريح"، كان الرد الألماني واضحًا، كهدف فوز من هجمة مرتدة: "لا تخف، شركاؤنا يفهموننا".

 

إذًا "الطقطقة" في كرة القدم ليست مرضًا عربيًّا، ولا بذاءة سعودية، ولا سبيلًا ممهدة نحو التعصب.. ليست شكلًا من أشكال عدم الاحترام، ولا عيبًا يوصم فاعله بالقباحة، وأن عقله عقل عصفور.. بل هي جزء من اللعبة، ونبضة تدق في قلبها، هي "الإثارة" التي يجب أن تستمر في بخّ رائحتها على قمصان المباريات، لتفوح مع لهاث اللاعبين ونزّ العرق على أجسادهم.

 

لا طعم للفوز إن لم يُخلط بالتعليقات الساخرة، ويُرشّ عليه ملح الكلمات اللاذعة، المضحكة، ولا توجع الخسارة إن لم تصب ببعض العبارات المتندرة.. ولا مواجهة في المواجهة بين أي فريقين إن لم ينفث في روحها شيء من الإثارة، ويهطل عليها مطر غزير من التحديات.

 

كتبت مرة: "ما يحدث في كرة القدم السعودية ليس تعصبًا، وإنما هو قلة أدب.. قلة الأدب لها وجه واحد بشع وقذر، أما وجوه التعصب فتوزع بين القبح والجمال".. لكن ما الفرق بين "الطقطقة"، و"قلة الأدب"؟!..

 

إذا قرأت تغريدة أو سمعت تعليقًا على فريق لا تشجعه، وأغضبك ما قرأته أو ما سمعته، وأحجمت عن تكرار نشره، أو ترديده، أو الاحتفاء به، فاعلم أنه داخل ضمن "قلة الأدب"، أما إن أضحكك، وأعجبك، فهو مجرد "طقطقة".