|


د. عثمان عبده هاشم
وسط.. مخيف
2009-12-30
يعج الوسط الرياضي بالعديد من القضايا والمفارقات الغريبة.. من تبادل اتهامات شخصية، لا تتناسب و(حجم) من أطلقها، إلى هجوم على الحكام والمحللين وربما تطال كل من ينتمي لهذا الوسط المخيف حقاً.. والذي كله حراك. اعتقدنا، أو هكذا قيل لنا، ولزمن طويل أن الإعلام الرياضي سبب كل ما يحدث في الوسط الرياضي من ترهات و(إنزلاقات) غير محسوبة بل تفوق في بعض الأحيان تلك التي يمارسها بعض اللاعبين على أرجل وأجسام زملائهم في الفرق الأخرى بمباركة من جهازهم الإداري أو الفني، أحدهما أو كلاهما، ولكن تبين أن أكثر ما يسبب كل ما يحدث من اختلالات، وليس اختلافات كما يدعون، هم مسئولو الأندية الذين يعتقدون أن أقصر طريق للشهرة هو الدخول في هذا المجال المتحرك دائماً. إن ما يطلقه مسئولو الأندية على بعضهم البعض أو ما يرمونه جزافاً صوب أي اتجاه ليس إلا تأجيج للوسط الرياضي الذي يعج بهؤلاء وغيرهم ممن دخل هذا المحيط بفضل (السيول الجارفة) التي تقتلع الأخضر واليابس.. كما فعلت سيول جدة بساكنيها (الغلابا) مؤخراً.. أو حتى بفعل عوامل (التعرية ) المختلفة.. ويا كثرها.
ـ وفي يقيني أن الوسط الرياضي، وفي هذا التوقيت بالتحديد، بحاجة إلى الهدوء أكثر من أي وقت مضى. فنحن اليوم بحاجة إلى معالجات وتصحيح وتبادل أفكار أكثر نفعاً وأصدق قولاً كي نعيد للكرة السعودية هيبتها ومكانتها المعروفة.. ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل الصحيح والتضافر المستمر لتطوير مسابقاتنا المختلفة أولاً وقبل كل شيء.. وصفاء نياتنا من بعد. لذا آمل أن تكون نظرتنا بعيدة عن الشحن والاتهامات.. وصوب المستقبل فقط وبرغبة صادقة لتطوير رياضة (الوطن).. ولا شيء قبله.
ـ غداً نشهد الديربي الحقيقي للكرة السعودية بين الهلال والنصر بالرغم من عدم تكافؤ الكفتين.. حيث يدخل الزعيم وهو مكتمل فنياً وعناصرياً وكذلك نفسياً خاصة وهو يتربع على عرش الدوري الزين.. في الوقت الذي يمر العالمي بظروف مختلفة تفقده بعض عناصره من ناحية وبعده عن المنافسة من ناحية أخرى. ولكن لأنها مباراة ديربي وبين فريقين عريقين فلن تخضع لأية معايير وسينتظرها كل المراقبين والمهتمين لأن فوز الهلال يعني ابتعاده عن منافسيه أكثر.. أما فوز النصر فهو مفتاح أمل لمنافسيه وأقربهم الشباب للحاق بالمتصدر إذا ما فاز هو الآخر على الأهلي الذي يأمل أن يستغل ظروف الشباب المتمثل في غياب أبرز لاعبيه (كماتشو والشمراني وفلافيو).. ولكن يتميز الفريق الشبابي بوجود البديل الجاهز (الحقباني والسعران ومجرشي) دائماً وهو ما يمثل مصدر اطمئنان لمدرب الشباب البرتغالي باتشيو.