|


د. عثمان عبده هاشم
من المستفيد
2010-01-06
التراشقات الصاخبة بين مسئولي الأندية مع بعضهم أو مع بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم لا شك زادت عن حدها ووصلت حدا لا يطاق سواء كانت مقصودة أو غير ذلك. فالوسط الرياضي قد تشبع بمثل هذه التشنجات التي لا تخلف سوى مزيد من العصبية وكثير من التمزق والتشتت لبيئة أفضل أن تكون في منأى عن كل هذه وتلك. والحقيقة أصبح رجل الشارع العادي يتساءل وبحرقة: ألا يمكن إيقاف هذا النزيف عند حد.. وإلى متى سنستمر بهذا الشكل الذي لا يخدم ما نصبو إليه للرقي بهذا الجانب الهام من جوانب أمورنا الحياتية. الرياضة في كل العالم سمو وأخلاق وليست بيئة للخصام والأحقاد وزرع الكراهية للبعض أو ساحة للاستعراض غير المرغوب.
دعونا من كل ما تدعون وتزعمون واركضوا معنا خلف من سبقونا كي نتبوأ مركزاً مرموقاً يليق بنا وبإنجازاتنا وما يبذله الرئيس العام ونائبه للرقي بالجانب الرياضي. ففي الوقت الذي يتنافس الغير على الوصول بفرقهم ومنتخباتهم إلى أفضل مستوى تجدنا نبحث عن لاعبنا المفضل.. وحكمنا المطلوب بالكلام لا بالعمل في الميدان. كثيرون هم المنظرون وأكثر منهم المحللون.. ولا ننسى الرحل والزائرين الذين هم هنا وهناك وفي كل مكان. كل هذه الأصوات تعلو مشنفة آذاننا.. لا للتطوير ولا يهم إن كان للتغيير ولكن الأهم أن تكون للتعبير. عن ماذا؟ عن لا شيء سوى البروز والظهور. هذا هو واقعنا.. وهذا هو حالنا. فمن هو المستفيد.. ومتى نتعلم.
نمارس هذا النشاط منذ أكثر من نصف قرن ولا زالت ملاعبنا بعيدة كل البعد عن أقل ما يمكن أن تقدمه أو تشجع علي الحضور إليها من أجل التشجيع والمؤازرة المطلوبة. بالأمس القريب بدأنا وللتو في تركيب مقاعد للحاضرين وكأننا حققنا إنجازاً غير مسبوق بالرغم أنها غير مرقمة ثم نفاجأ بأن ترقيمها سيبدأ بتجربته على كراسي المنصات فقط.. وقد ننتظر عقودا أخرى قبل أن تظهر نتائج دراسات الجدوى للاستمرار في الترقيم من عدمه.. وساعتها سنقول إننا حققنا شيئاً جديداً.. في نظرنا على الأقل. فهل هذا هو كل ما نطمح إليه. لا والله.. ولكننا شغلنا أنفسنا بأشياء وأشياء تعكر صفو تقدمنا وطول انتظارنا.. وربما تقضي على ما تبقى من آمالنا.