|


د. عثمان عبده هاشم
مزيج من الوقار والهوس
2010-07-14

كان بالفعل ختاماً رائعاً ذلك الذي شاهدناه على أرض جنوب أفريقيا.. والذي كان مزيجاً من وقار مانديلا وهوس شاكيرا. فقد بدأت مراسم اختتام بطولة كأس العالم لكرة القدم برقصات الفنانة الكولومبية شاكيرا على الأنغام الأفريقية.. ودخول الرئيس السابق لجنوب أفريقيا الذي صاحبه إعجاب كل الحضور والمشاهدين.. وحتى محاولة سرقة الكأس الذهبية أمام العالم من مهووس سبق وكرر فعلته من قبل خلال كأس الأمم الأوروبية الأخيرة.
- وأخيراً انتصر الأسلوب الهجومي لكرة القدم بتتويج المنتخب الأسباني بكأس العالم لأول مرة في تاريخه وسط إعجاب ومحبة كل المتيمين بحب التراث الأندلسي الذي هو بالفعل امتداد للتاريخ العربي. صحيح أن المنتخب الهولندي قدم كرة جميلة وقوية وحاول إعاقة الأسلوب الإسباني بالخشونة المبكرة التي أخرجت الحكم الإنجليزي هوارد ويب عن طوره ولكنه لم يستطع الصمود أمام جموح الخيال الأسباني الذي لو تمكن من فرض أسلوبه كما فعل أمام الألمان لخرج منتصرا بغلة كبيرة من الأهداف. عموماً كان ختاماً رائعاً لأكبر تظاهرة كروية في العالم.
- يعتقد البعض أن الحكم الإنجليزي أخفق في إدارة المباراة ووزع من البطاقات ما يجب وما لا يجب في الوقت الذي يرى البعض الآخر أنه كان يفترض عليه طرد أكثر من لاعب.. وفي رأيي أنه استطاع السيطرة على انفلات أعصاب اللاعبين منذ البداية ولم يرد تشويه اللقاء بمزيد من البطاقات ليبقيها تحت سيطرته.
- ذكرتني جماهير الطواحين الهولندية بموقف مونديالي حدث لي والعزيز عوض رقعان حين وجدنا أنفسنا وسط مسيرة رياضية هولندية جميلة للغاية خلال بطولة كأس العالم السابقة في ألمانيا عام 2006 وكنا وقتها نستعد لتصوير إحدى حلقات برامج الإي أر تي مع الزميل إبراهيم الجابر وقبلها مع إحدى القنوات الهولندية. أتذكر أن أحد جماهير البرتقالي سأل إن كنا معهم أو نشجع غيرهم فقلنا نحن مع المنتخب السعودي.. فرد زميله: أنا أعرف منتخبكم ولكن لا يوجد به من يستطيع اللعب في كأس العالم لضآلة أجسامهم وضعف لياقتهم البدنية. هكذا كانوا ينظرون إلينا.. فهل نتخلى عن المواهب ونبحث عن المواصفات الأخرى والأقوى؟
- موافقة مجلس الوزراء للأندية بإنشاء أكاديميات رياضية هي خطوة مطلوبة لبناء قاعدة رياضية صلبة من أجل اكتشاف مزيد من المواهب والكفاءات الشابة.. ولكنها مكلفة جداً ولا أدري إن كانت الأندية تستطيع تحقيقها. ولكم أن تسألوا الأمير خالد بن عبدالله الذي لايزال يصرف على أكاديمية الأهلي حتى اللحظة ولأكثر من خمس سنوات.. فهل يعي القطاع الخاص ذلك أم يستمر في تجاهله تجاه كل ما يفيد الوطن.