|


أحمد السليس
أمير الرياض يستقبل الرياض
2010-03-06
كل شيء في العاصمة الرياض أخذ يتجه نحو التطور والظهور بشكل مختلف يعكس الوجه الحضاري للعواصم والمدن المتقدمة والمتجددة من وقت لآخر على مستوى العالم، فالرياض باتت تتغير ملامحها بصورة تدعو للغبطة والسرور مع احتفاظها بتراثها الخاص بها وصورتها التي لا تغيب عمن أحبها، فاليوم عندما يسمح لك الوقت لتتجول في شوارع وأحياء الرياض وطرقاتها الرئيسية تجد عملاً متواصلاً وعمراناً متنامياً وبطريقة تتمنى فيها أن تقبل جبين كل من ساهم في هذا العمل، وتقول لهم شكراً مليون مرة على حرصكم واهتمامكم أن تكون عاصمتكم الحبيبة جميلة متجددة، شكراً ملايين المرات لأنكم بدأتم تعملون بجد للحاق بركب العواصم الأخرى، وأعطيتمونا قدرة أن نذهب للآخرين ونقول لهم ها هي عاصمتنا الغالية تضاهي ما لديكم من عمل، فلم نكن صامتين أو غير مبالين بل أخذنا نخطط ونعمل ونجتهد حتى وصلنا إلى هذا المستوى ومستمرين بإذن الله إلى ما هو أفضل.
كنت في طريقي للعمل في الجريدة وأخذت أسلك أكثر من طريق لعلي أصل في وقت مبكر لإنجاز ما لدي من عمل وقادتني زحمة الرياض التي باتت قدرا مكتوبا علينا أخذاً برغبة الكثيرين للهجرة لها والاستقرار فيها لما فيها من مقومات قد لا تتوفر في غيرها.. قادتني تلك الزحمة للمرور بالقرب من موقع مركز الملك عبد الله المالي الذي تجري فيه أعمال بناء جبارة ترغمك على الالتفات والتأمل كثيراً لما سيكون عليه هذا المركز بعد أن يتم إنجازه في العامين المقبلين، ولكن عندما بلغ بي الطريق للمرور بالقرب من نادي الرياض الذي يحمل اسم العاصمة العزيزة وواجهة المملكة العربية السعودية تحسرت كثيراً على الحال الذي بدا عليه هذا النادي ورأيت أن الكل يتجه نحو التطور إلا نادي الرياض المغلوب على أمره الذي أصبح وكأنه موقع استراحة لاستضافة مباريات الحواري على ملعبه بعد أن كان رقماً صعباً في البطولات.. يا أمير الرياضة والشباب حال الرياض لا يسر العدو والصديق.. أليس من التفاتة حانية إلى هذا النادي ليتم تصحيح الأخطاء الجسام التي تحدث في هذا النادي تحت قبة النظام والقوانين، فاليوم الوصول لرئاسة الأندية أسهل من التسجيل في مرحلة الابتدائية إذ لا يوجد من الأنظمة ما يجعل المتقدم لرئاسة النادي يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على هذه الخطوة، على عكس الحال الآن إذ المطلوب مبلغ من المال يتم به تسجيل أعضاء جمعية عمومية يصوتون لمن يستحق ومن لا يستحق.
يا أمير سلطان نادي الرياض يحمل اسم عاصمة عزيزة على قلوب الجميع ولبلد يمثل القدوة والفخر والاعتزاز للمسلمين والعرب، أليس من المخجل أن يصل هذا النادي لتلك الحال التي لا تليق برياض الخير، أليس من حقنا أن نجد نادياً يحمل اسم عاصمتنا يشارك في بطولات ومناسبات دولية وإقليمية على الأقل.. ها هو (مانشستر يونايتد) و(ريال مدريد) وغيرها من الأندية العالمية التي تحمل اسم مدن مهمة في بلدانها لا يمكن أن يسمح بأن تهبط مستوياتها أو أن تخرج بصورة سيئة قد تضر بسمعة المدينة.. نفرح كثيراً عندما يخرج حديث تلفزيوني يقول إن الرياض أعربت عن كذا وكذا والمقصود بالرياض السعودية بشكل عام، فيما أننا نتألم بشدة عندما لا نجد النادي الذي يحمل اسم (الرياض) بكل ما لها من ثقل يصارع في دوري الأولى وربما نجده في الثانية عما قريب بسبب فوضى وتخبطات تعصف بهذا النادي الذي لن يكون غريباً عن البطولات متى ما عاد لها.. فقد كان في يوم من الأيام يصعد للمنصات ويستلم الكؤوس ويمثل السعودية في المحافل الخارجية.. هناك أمران يا أمير الرياضة إما عزم سمته الحزم لحل مشاكل هذا النادي وتكليف شخصية تثقون بها ويتم إبعاد الذين أضروا بالنادي أكثر من خدمته، وإما تغيير اسم الرياض، فما وصل إليه النادي لا يليق بعاصمة كما هي الرياض.. أتمنى أن يأتي ذلك اليوم ويعود الماضي لنشاهد أمير الرياض يستقبل الرياض في قلب الرياض.