|


أحمد السليس
الفريدي يا حافظ
2010-03-13
يقول الزميل الدكتور حافظ المدلج في مقالة له عن لاعب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ونادي الهلال أحمد الفريدي، وسمها بـ(فريديتوف) في الصفحة التي تلي هذه الصفحة أن الفريدي يلعب الكرة بطريقته الخاصة التي لا تشبه أحداً من نجوم كرة القدم السعودية في الماضي والحاضر، فهو لا يركض إلا قليلاً لأنه لا يحتاج إلى السرعة ليتجاوز أفضل خطوط الدفاع، بل إنه يملك المهارة والذكاء التي تجعله يواجه المرمى بأقصر الطرق وأكثرها غرابة، ثم ذكر الدكتور أن الفريدي يجب أن يحترف خارجياً لصقل موهبته في بيئة مختلفة عما هو فيه الآن، وأنا هنا لا أنكر على كلام الأكاديمي القدير لأن الفريدي يستحق ذلك وأكثر، وبرغم بعض التعليقات على طرح الدكتور حافظ في مقالته من بعض القراء الذين استنكروا برود الفريدي، إلا أنني لم أتوقف عند ذلك كثيراً لأسباب أبرزها أن البعض يكتب فقط للتقليل لا التحليل ولا أرغب أن أكون من هؤلاء، ولكن عقب مباراة الفريق الهلالي أمام نظيره مس كرمان الإيراني الأربعاء الماضي تعجبت كثيراً للبرود الذي يبدو عليه اللاعب أحمد الفريدي والذي لا يتوافق مع أساسيات كرة القدم القائمة على الحماس والروح العالية والتفاعل من جانب اللاعبين، فالفريدي يوحي لك أحياناً وكأنه يلعب مجبوراً على ذلك لا راغباً في ذلك، وفي أحيان أخرى تتعجب لتحركاته وكأن الغرور يتملكه وهو إن شاء الله بعيد عن هذا الشعور الذي لا يجلب للاعب إلا النهاية السريعة في عالم كرة القدم.
عندما يثني الدكتور على الفريدي فهو بشعور محب حريص على الكرة السعودية خصوصاً وأنه من التنفيذيين فيها واللاعب يمثل الأخضر السعودي وكذلك يمثل ناديه في المهمات الخارجية ويعد ركيزة ومستقبل مهم وواعد في المرحلة المقبلة لكرة القدم السعودية إلى جانب اللاعبين المميزين أمثاله، وأن ذات الشعور يتملكني وأنا أنتقد أحد نجوم القدم السعودية على صفات سلبية قد لا تساعده في مشواره المقبل.
أحمد الفريدي لاعب لا خلاف عليه ومتى ما أعطي الفرصة للاحتراف خارجياً سيصبح نموذجا مهما يشار له بالبنان لمقومات كثيرة موجودة فيه لا يلغيها برودة ولكن ربما يؤثر عليها، فالتفاعل والسرعة في الحركة أمران مهمان داخل المستطيل الأخضر لأن المباراة ليست مفتوحة الوقت بل محصورة في دقائق معدودة، كل ثانية تمضي منها تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للفريق فائزاً أو متعادلاً أو خاسراً كان، وهذا يتعارض تماماً مع البرود، فالأخير والتفاعل والسرعة ضدان لا يمكن أن يتفقان أبداً في ظل أن المباريات تقوم على الربح والخسارة المحددة بوقت معين لا يعطيك الفرصة الكاملة لكي تأخذ الأمور ببرود وتأن حتى تخسر وفق عامل الوقت، ومعروف أن الأندية والمدربين في الغالب يبحثون عن لاعب الحسم وتحديداً إذا كان هذا اللاعب يتواجد في مناطق المقدمة، لأنه ليس من المقبول أن تأتي فرصة أمام مرمى الفريق الخصم أو قريبة منه ويتم التعامل معها ببرود ليقال بعد ذلك إن هذا تكتيكاً!
فليس وارد إطلاقاً أن يعتمد مدرب يريد بطولات هكذا فكر.. الفريدي نجم مميز وكل ما ذكر لا يمس أهمية وقيمة هذا اللاعب ولكن عليه الخلاص من البرود، ليحفظه الله نجماً واعداً لكرتنا العريقة يساهم في إعادتها لكأس العالم 2014م.