|


أحمد السليس
تقلبات ابن همام
2010-03-27
جميل أن يكون هناك مرشح عربي بل وخليجي لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) ليصبح حضورنا كأمة عربية موجود على مختلف المستويات سواء إدارياً أو فنياً أو غير ذلك من الأمور التي تدفع بنا نحو الأفضل، وتعطيني حضوراً أقوى ولو كسمعة، لأنه ليس بالإمكان أن نحصل إلا على ما هو محدد لنا سلفاً لكوننا متأخرين دائماً، ولكن ليس جميلا أن يكون مرشحنا رئيس الاتحاد الآسيوي محمد ابن همام قياساً بالأداء الذي كان عليه على امتداد المرحلة الماضية، وهي التي أدت إلى قسم آسيا إلى نصفين يتناحرون في كل شيء حتى في القرارات الصغيرة، فمشكلة ابن همام أنه يدير المؤسسة وكأنها من أملاكه الخاصة، يحاسب من خلالها ويكافئ من خلالها وهو الأمر الذي عارضه فيه الجميع، وهذا لا يبنى عليه لإنجاز عمل والوصول إلى مراحل جيدة، فمحمد بن همام اليوم معك وغداً تجده ضدك بسبب وبدون سبب، فالدول التي ساعدته وساندته حتى وصل لرئاسة الاتحاد الآسيوي عاد وانقلب عليها وبدأ يقترح القرارات ويجيزها انتقاماً لا بحثاً عن المصلحة العامة والخاصة في ذات الوقت لتلك الدول، ودائما تنطلق من خلاله شرارة التفرقة، وهو ما يتنافى مع العمل القويم والذي يراد به الفائدة، فالمسؤول الذي لا يجمع الصفوف ويوحد القرارات خصوصاً وأنه يمثل أمة كبيرة عريضة لا يصلح أن يبقى في أي منصب، فما يدري تلك الدول التي ستذهب لدعم ابن همام للوصول للكرسي الدولي ألا ينقلب عليها بين عشية وضحاها ويصدر علينا قرارات تكون مضرة أكثر مما هي مفيدة، وبالتالي على كل الدول العربية التي ستذهب لدعم مرشح لرئاسة الاتحاد الدولي، وتقف إلى جانبه في الحصول على أكبر قدر من الأصوات أن تتأكد ما إذا كان سيدعم قضاياها أم أنه سينتكس عليها بعد أن يستقر به المقام على كرسي الرئاسة سواء أكان ذلك محمد ابن همام أو غيره، ولكن لأن هناك تجربة حدثت مع ابن همام فيجب الجلوس معه ومحاورته إذا كان سيستمر بذات الفكر والنهج أم أنه سيغير من طريقته بالصورة التي تعطي فائدة له ولمن دعم ترشيحه، بحيث يكون تعامله بشكل مؤسسي لا شخصي، أي أن يكون أسلوبه في إدارة العمل قائم وفق النظام الذي تستند عليه المؤسسة المسؤول عنها وأن يبعد الأمور الشخصية ويجعلها تدار بعيداً عن قلب المؤسسة دولية كانت أم آسيوية أو حتى عربية، فطالما أن ابن همام متقلب بهذه الطريقة فمن وجهة نظر شخصية أنه لا يصلح أبداً لأن يكون مرشحنا كعرب تجاه أعلى سلطة رياضية في العالم، بعد أن انكوينا بناره في اتحاد آسيا، وكما قال المثل (المرء لا يلدغ من جحر مرتين)، وقد لدغنا من ابن همام مرات عدة في آسيا ونخشى أن نلدغ أكثر وبصورة أكبر إذا رأس الاتحاد الدولي، فهو يتعامل مع الدول بشكل شخصي وهذا كما أسلفنا يتقاطع مع مصالح الجميع محلياً وإقليمياً ودولياً، فيجب أن نفكر كثيراً قبل أن نبادر في دعم ابن همام خصوصاً بمنهجه الحالي.