|


أحمد السليس
شغب النصر
2010-04-03
لا يمكن لعاقل أياً كانت ميوله وتوجهاته وآراؤه أن يقبل بالفعل الذي حدث في مباراة الفريقين الخليجيين الوصل والنصر، وأنا هنا عمداً أشرت للهوية الخليجية حتى لا يتم تناول الموضوع من زاوية ضيقة ترتكز على فريق سعودي وآخر إماراتي، فالأمر لا يمت لهذا الجانب بصله لأن ما يربطنا أمتن بكثير مما يقال ويردد، وما حصل يحدث لدينا في دورينا المحلي بغض النظر عن اختلاف حجم الفعل وردة الفعل، ومطالبة النصراويين بالإعادة والعقاب حق مشروع لهم ، وسيكون مطلب أي فريق آخر يتعرض لمثل ما تعرض له النصر سواء في بطولة محلية أو خليجية أو إقليمية أو دولية، لأنه أمر جاوز الخطأ المعقول وتسبب في إضرار الفريق بشكل كبير، ولكن من غير المقبول أن يتم تضخيم الأمر أو بالأصح إخراجه عن مساره الرياضي سواء من جانب المعنيين بالشأن النصراوي أو المنتمين للوصل، وخصوصاً الأخير لأنه تعامل مع الموضوع وكأن شيئاً لم يحدث، وهذا كما يقال (يزيد الطين بلة).
فالاعتذار من جانب مسؤولي الوصل مهم جداً ، وأن يكون ذلك من خلال القيام بزيارة للنصر وتقديم اعتذار لأصحاب الشأن في النصر حتى تنطفئ شرارة قد لا تحمد عقباها، كما أنه واجب على اللجنة التنظيمية اتخاذ قرارات ليست رادعة فقط بل تؤسس لمرحلة من الضبط والانضباط للفترة المقبلة، فالفعل صدر من جمهور وإذا ترك الأمر هكذا ربما يقابله فعل من الجمهور الآخر وتصبح تبعات ذلك أخطر بكثير مما يتوقعه البعض، فضبط الجمهور ليس بالأمر السهل والمتاح في أي وقت، فالمشجع لا يفكر في هذا الشيء كما المسؤول بل لديه توجه محدد قائم على العشق والتعصب والقيام بأي شيء يرى أن فيه وقفة إلى جانب فريقه، لا أنكر أنني من المعجبين بمثالية حضور الجمهور النصراوي في مباريات فريقه والمساندة في الفوز والخسارة، وانطلاقاً من ذلك يحق لهذا الجمهور أن يغضب أيما غضب أولاً لخسارة النهائي الخليجي والذي كان في متناول يد الفريق، وثانياً أن الفريق تعرض لفعل لا يقبل أبداً من أي فريق كان، ثم إنني للحقيقة أستغرب كثيراً هذا التعامل البارد من جانب رجال الأمن الإماراتيين مع شغب مواجهة النصر والوصل وكأنهم يمنحون الجمهور المستهتر أن يواصل ذلك في أي مواجهة مقبلة تحتضنها ملاعب الإمارات وهذا سلوك خطير، سيتضرر به الجميع دون استثناء، وبالتالي على العقلاء في الرياضة الخليجية التصدي لهذا الفعل والمساعدة في استصدار قرارات تردع من تتجه نواياه لممارسة هكذا عمل.