|


سلطان رديف
حدثٌ هناك وتفاعلٌ هنا
2016-10-16
لا يمكن أن نتجاوز الحديث عن المستوى المشرف الذي يقدمه لاعبو منتخبنا لأنهم بالفعل استطاعوا أن يعيدوا الصورة الحقيقة لمنتخبنا، وكما قلت في مقالتي السابقة ليس المهم لدي النتائج بقدر ما يهمني الجهد والعطاء والمستوى والشعور بالمسؤولية التي هي بحد ذاتها ثقافة تؤدي في الأخير للنتائج الإيجابية وهذا ما شاهدناه في لاعبي منتخبنا في المباراتين السابقتين أمام منتخبي أستراليا والإمارات، فمع اختلاف النتائج إلا أن المستوى في كلتا المباراتين كان مشرفاً، فلا يمكن لمنصف أن يتجاوز الحديث عن تغيير جذري أسعد الجميع والدليل أن الحضور الجماهيري لمباراة منتخبنا مع الإمارات كان أكثر بعشرة آلاف من مباراة أستراليا وفي ذات الملعب وهذا يعد مؤشراً بحجم الرضا والثقة، فالجمهور شاهد روحاً تختلف ومنتخباً مشرفاً فكان على الموعد بأكثر من 60 ألف متفرج حضروا داعمين ومساندين لأبطال منتخبهم فقدموا جميعاً صورة وطنية رائعة شكلاً ومضموناً تبادل فيها الجميع روح المسؤولية فخرجنا جميعاً بأفضل النتائج.
المهم اليوم أن نحافظ على تلك الصورة ونستمر في الدعم والتحفيز في طريقنا لكأس العالم ونستغل تلك الإيجابيات في عمق المجتمع بكل الأدوات المتاحة التسويقية والإعلانية والبرامج الإعلامية المختلفة بكافة الوسائل، فهذا هو الوقت المناسب لتفعيل دور المجتمع وإذا علمنا أن كرة القدم هي الترفيه الأكثر عمقاً في المجتمع والمنتخب في أجمل فتراته والنتائج في أعلى درجاتها فمن الخطأ ألا نستغل كل ذلك بالشكل الأمثل ليس من أجل المنتخب فقط، بل ومن أجل الوطن في كافة قضاياه وهمومه فلحظات الفرح هي أفضل فرصة للاجتماع ومن هنا يأتي دور المسؤول الذكي الذي يستطيع أن يستغل تلك الفترات الإيجابية بشكل إيجابي لمنظومته ومجتمعه وأنا هنا لا أتحدث عن المسؤول الرياضي والحكومي فقط، بل الكل هنا معني بهذا الحدث حتى رجل الأعمال يستطيع أن يشارك مجتمعه ووطنه لحظات الفرح ليحقق من خلالها الكثير من الإيجابيات، ولكن ما يهمني اليوم أربعة قطاعات رئيسية القطاع الرياضي، والقطاع الخاص، والقطاع التعليمي، والإعلامي، فهذا هو الوقت المناسب لهم لتقديم المبادرات المبتكرة التي تساهم في رفع مستوى الثقافة الوطنية والمجتمعية واستخدام الرياضة وكرة القدم تحديداً للتأثير والتحفيز والتغيير ليشعر المجتمع بأنه جزء من النجاح، وليشعر لاعبو المنتخب بأنهم أصحاب تأثير، فما يقدم هناك يؤثر هنا، وما يؤثر هنا ينعكس هناك، فهما خطان متوازيان كل منهما يدعم الآخر، وكل منهما مكمل للآخر، ولكننا نحتاج لمن يقود ويفعل ويبادر ويحرك المياه الراكدة ويوسع الإطار لتلك الصورة الجميلة لتشمل ما هو أكبر وأوسع من ملعب كرة القدم وأعود لأقول الرياضة وكرة القدم هي أكبر من كونها لعباً ولهواً، فهي أدوات علينا اليوم سحبها من أيدي المتعصبين لنجعلها في أيدي العقلاء ثم ننظر ماذا ستفعل.