|


سلطان رديف
أشعروهم بأهمية ما قدموه
2016-10-30
التعامل مع الأحداث والقضايا هو فن يجيده البعض والبعض لا يجيده، بل هناك من يستطيع أن يستغل كل حدث في حياته العملية أو الشخصية حتى لو كان سلبياً في تحقيق مكاسب إيجابية، وهذا يتطلب حكمة ويقظة دائمتين، فهناك من خسر كل شيء بسبب كلمة قالها هنا أو هناك لأنه لم يقلها بالشكل الصحيح أو قالها في الزمان والمكان الخاطئين فكل شيء بقدر، أي أن علينا أن نعرف أن لكل زمان ومكان ولكل حدث وقضية ولكل منجز وعمل ردة الفعل الخاصة به والإطار المناسب له والخطاب الذي يقدم من خلاله.
في مجتمعنا الرياضي للأسف تجد الكثير من التناقض وفي ذات الوقت خلط الأوراق والقضايا وعدم التعامل بالشكل الصحيح مع الأحداث سواء كانت سلبية أو إيجابية، لأن الكثير يسير وفق هواه ومصلحته ورغبته، وقد يتعامل مع الأشخاص ولا يتعامل مع الكيانات والأحداث فهو اليوم يتفق وغداً يختلف، اليوم يمدح وغداً يشتم حتى المنجز للأسف قد يجير لشخص هنا أو هناك ويترك الفريق والمنتخب.
لاعبو منتخبنا الشاب بقيادة مدربه الوطني سعد الشهري قدموا لنا درساً في التعامل مع الأحداث وفي العزيمة والإصرار وعدم اليأس، كانوا أبطالاً في التعامل مع الواقع وقدموا لنا صورة رائعة وكان آخرها مباراتهم مع منتخب إيران، كنت قد قررت ألا أكتب إلا بعد نهاية البطولة ليكون الحديث أكثر شمولية ودقة، ولكن ما يقدمه هذا المنتخب الشاب داخل أرضية الملعب يفرض علينا الحديث عنه، خاصة في هذا اليوم الذي نشاهده وهو يلعب على نهائي كأس آسيا، ولعل الكثير يعلمون ردة الفعل التي حدثت من البعض بعد مباراتهم الأولى في البطولة ومن ثم ردة فعلهم بعد التأهل لكأس العالم، ولهذا مقام آخر ليس هذا اليوم مقامه ولكن ما يهمني أن المنتخب كان لديه جهاز فني ولاعبون لم يشعروا باليأس ولم يتأثروا بما يحدث خارج المستطيل الأخضر، بل كان هناك عزم وإصرار جعلاهم في الأخير أبطالاً.
اليوم نحن ننتظر منهم أن يقدموا المنجز الثالث في مشوارهم في هذه البطولة بالتغلب على المنتخب الياباني وتحقيق لقب آسيا، فأنتم تستحقون بعد كل هذا الجهد أن تتوجوا وطنكم وجهدكم وتفانيكم وإخلاصكم بهذا اللقب، ودائماً ما أقول إن النتائج لا تهمني بقدر ما يهمني ما يبذل من جهد ويقدم من عمل وعطاء، ولعلكم أيها الشباب بما قدمتموه أعطيتمونا نظرة إيجابية لمستقبل كرة القدم السعودية، وأن هناك جيلاً قادماً يشعر بحجم المسؤولية ولكننا في ذات الوقت ندعو كل مسؤول اليوم كان قريباً أو بعيداً من منتخبنا الشاب أن تكون لديه الحكمة في التعامل مع الأحداث سواء كانت فوزاً أو خسارة، والأهم هو ما بعد هذه البطولة فهذا اللاعب أو ذاك يريد أن يشعر بأهمية ما قدمه.