|


سلطان رديف
وداعاً يا رياضة اللهو
2016-11-06
النجاحات دائماً تصنع بفكرة ثم قرار ثم خطوة وبعد ذلك تسير المركبة في الطريق الصحيح والطريق يحتاج إلى قائد يستطيع أن يقود المركبة ويتجاوز بها كل الصعاب والمعوقات حتى يوصلها للهدف المنشود، وقائد المركبة هو الآخر لن يستغني عن الأدوات التي تساعده في تحقيق هدفه وتلك الأدوات تختلف وتتعدد ولكن المهم أن يتم استخدامها بالشكل الصحيح وفي الزمن المناسب ثم تكون النتائج التي ليس بالمجمل أن تكون جميعها حاضرة وليس كل مجتهد يحقق ما يريد وهذه قاعدة أي عمل.
اللجنة الأولمبية بدأت تحقق الكثير من المكاسب وقرار مجلس الوزراء الأخير الخاص برياضيي النخبة هو القرار الذي كنا ننتظره جميعاً منذ سنوات لأن مثل هذا القرار هو أحد أهم الأدوات والقاعدة المهمة التي من خلالها نستطيع صناعة البطل الأولمبي، فالرياضة اليوم ستكون سبباً لحماية شبابنا وتثقيفهم وتعليمهم، فالموهبة الرياضية ستدخل هذا الشاب أو ذاك لميدان العلم في الجامعات ولن تبقيهم في الشارع بل ستأخذهم لجامعات عالمية يتعلمون ويتدربون وهذا يعني ثقافة يكتسبها هذا الشاب هنا وهناك، والرياضة ستكون ثقافة مجتمع تهتم بها الأسرة عندما ترى موهبة في ابنها تضمن له ولعائلته مستقبلاً مختلفاً، بل ستعزز من ثقافة البطل الأولمبي بأنه ظاهرة مميزة داخل المجتمع تستثمر فيه الدولة من أجل تحقيق منجزات رياضية وتعليمية وثقافية وصحية، فالقرار أكبر بكثير من كونه تفريغ لاعبين أو تمويل برامج أو تحقيق ميدالية.
اليوم وغداً ما يهمني أن تتفاعل وزارة التعليم تحديداً مع مثل هذا المشروع، فهناك المصنع الحقيقي والانطلاقة الأولى نحو هذا التميز المعرفي والرياضي والمجتمعي فالمدارس هي بداية الطريق والجامعات هي المصنع واللجنة الأولمبية بما فيها الاتحادات الرياضية هي المظلة التي تراقب وتطور وتحفز وترعى وتبرز تلك المواهب من خلال ميادينها ومشاركاتها فلن تنجح اللجنة الأولمبية ما لم تكن هناك شراكة حقيقية وقوية مع وزارة التعليم، ووزارة التعليم اليوم لا ينقصها شباب ولا منشآت ولا مال بل ينقصها تنظيم وفكر وقيادات تعمل من أجل مثل هذا المشروع الوطني الرياضي الطموح.
إن اللجنة الأولمبية مطالبة اليوم بتوضيح هذا البرنامج أكثر للمجتمع وللشباب تحديداً وتحفيزهم فنحن نريد من صاحب الموهبة أن يأتي ليقول أنا موهوب لا أن ننتظر من يكتشفه وهذا يأتي بالتحفيز لأثر وتأثير البرنامج في حياة الشاب ومستقبله.
الأمير عبد الله بن مساعد والمهندس لؤي ناظر ليسا في حاجة لمن يمدحهما اليوم بل هما في حاجة إلى من يشاركهما المسؤولية قولاً وعملاً فكراً وعطاءً والرسام يحتاج لأن يتحالف مع الريشة والألوان والأقلام والأوراق لكي يصنع الصورة التي تسكن مخيلته وسبق أن قلت إن أي مشروع لا يقوم على أساس التحالفات التي تصنع المصالح فنجاحه قليل فلغة الاحتراف تعني تحقيق المصالح.