|


سلطان رديف
خلط الأوراق والمفاهيم
2016-11-13
أي عمل في أي منظومة هو قابل للأخذ والرد والنقد ولا يخلو من النقص والخطأ، وكل مجتهد في أي أمر كان لا يمكن أن يبلغ الكمال مهما اجتهد ولكن المؤلم ألا نشكر المجتهد ولا نقدر عمل العامل مهما اختلفنا معه.
ما حصل خلال الأسبوع الماضي حول لجنة توثيق البطولات كشف لنا الكثير والكثير من غياب الوعي الفكري والثقافي داخل الوسط الرياضي بل وعدم اللامبالاة في منظومة العمل الإداري والخلط بين النقد والاتهام والشتم وبين الشخص وعمله وبين منظومة ومنظومة حتى المختصون للأسف ممن نظن أنهم يملكون الوعي والثقافة والعلم كانت ردودهم وردات فعلهم منفعلة وشخصية وألفاظهم جارحة وصوروا لنا وكأن العمل لا يخص منظومة وإنما يخص شخصاً بعينه فأصبحنا نسمع ونشاهد حديثاً يهتم بالشكل وليس المضمون وبلغة الجهل وليس بلغة العلم تصدرها التعصب ليس للنادي فقط بل وللنفس وللرأي.
اليوم لا ألوم لجنة توثيق البطولات بقدر ما ألوم الهيئة العامة للرياضة فهي المعنية بكل ذلك فالجنة شكلت من قبل الهيئة وطلب منها عمل محدد وتم تنفيذه وعدم تعاون الأندية وتجاوبها مع الخطابات أمر كان يفترض أن تتعامل معه الهيئة منذ البداية وألا تسمح به فهذا النادي أو ذاك بكل ما فيه حتى هذه الساعة ملك للدولة وتحت إشراف ومسؤولية هيئة الرياضة فكان من الأولى بعد تشكيل اللجنة أن يصدر قرار وتوجيه واضح لكل الأندية بالتجاوب والتعاون مع اللجنة بكل أعمالها.
كما أن عتبي وملاحظتي على لجنة التوثيق أنها اعتمدت على المخاطبات مع الأندية ولم تعمل على وضع برنامج عمل لزيارتها والالتقاء بهم في مقراتهم والاطلاع على وثائقهم وسجلاتهم وأرشيفهم كما أنه لا يمنع من التشاور والتحاور حول كل نقاط الاختلاف أياً كانت قبل الإعلان وما لم يتفق عليه ترفع به توصيات تحمل وجهات النظر ومن ثم على الهيئة العامة للرياضة اتخاذ القرار الذي تراه لمصلحة الأندية السعودية فكل ما سمعناه هو اختلاف حول التصنيف وليس البطولات وهذا قرار يعود للجهات المنظمة أن تحدد تصنيف هذه البطولة سواء كانت الهيئة العامة للرياضة أو اللجنة الأولمبية أو الاتحادات الرياضية فهذه الجهات هي التي تعطي الصفة لهذه البطولة أو تلك وليس النادي ولا لجنة التوثيق.
للأسف أن الانفعال يجعلنا نخرج عن النص فنناقش مشاكلنا بتعصب أعمى لا أريكم إلا ما أرى حتى بعض النقاد ظهروا وكأنهم مندوبون للأندية وهناك من وجدها فرصة لخلط الأوراق وشخصنة الأمور والبحث عن الانتصار الشخصي وليس الفائدة العامة التي جميعنا يفترض أن نسعى لتحقيقها لأننا نتحدث عن إرث وتاريخ لرياضة وطننا وأنديتها التي هي ملك لهذا الوطن وليس ملكاً لأشخاص ولكن العتب على من غيب صوت العقلاء وسيّد صوت الجهال.