|


سلطان رديف
العقول المحبطة
2016-11-20
عندما يكون جزءٌ منك محبطاً لك فلا شك أن ذلك يؤثر على نتائج عملك وقراراتك، وقد يكون سبباً في تأخر أو تعطل أو تشويه الصورة الجميلة التي تسعى لتحقيقها، ولكن كل ذلك يحارب بالهمة العالية والرغبة الجادة في تحقيق الهدف مهما كثر المحبطون الذين يتصيدون القضايا الصغيرة ويجعلونها عنواناً لهم، ويتركون العناوين الكبيرة التي هي حجر زاوية ونقطة تحول وبداية تطور وتغير ثقافة ومفهوم عمل وحراك مجتمع، حينها يحق لك أن تمد قدميك، وتدير ظهرك وتمضي قدماً نحو الهدف لتحقيق المصالح العامة.

في الأسبوعين الماضيين وجدنا المنظومة الرياضية تتلقى بشاير التغيير والتطور على مستوى الرياضة السعودية فيما يخص اللجنة الأولمبية أو القطاع الرياضي بشكل عام من خلال مشروع التخصيص، وهو يعني تغييرا جذريا في الفكر والشكل والمضمون، بل هو قاعدة لإعادة صياغة الهوية الرياضية التي ظلت سنوات طويلة لم تتغير، ولكن للأسف كان التركيز في الكثير من المنابر على قضايا أقل قدراً وثقلاً، ومضى الكثير نحو نقاش تعصبي لا يخلو من التجاوز ورمي الاتهامات وتصفية الحسابات والإساءة في إشارة واضحة إلى أن هناك عقولا محبطة لا ترى إلا جهل تعصبها، وآخرين يستغلون منابرهم لتقديم نصائح وخطابات وينسون أنفسهم ففاقد الشيء لا يعطيه.

الرياضة السعودية تمر هذه الأيام بمراحل تأسيس جديدة في الكم والكيف، ولعل مشروع التخصيص وهو بداية نحو مرحلة نرجوا من خلالها أن تنتهي الكثير من المشكلات التي غاصت فيها الرياضة لسنوات طويلة لندخل لمرحلة الاحتراف الشامل لجميع مفاصل العمل الرياضي وخاصة المالي والإداري اللذين كانا أهم العوائق التي تعاني منها المؤسسات الرياضية بكافة أشكالها والذي لابد أن يواكبه إعلام يعي أهمية المرحلة ليكون جزءاً مساهماً في عملية البناء الجديد، وعلى المؤسسات والقنوات الإعلامية أن تعي أهمية المرحلة وتستغل الظرف والزمان لتكون شريكاً في منظومة العمل ليس في الفكر والطرح فقط بل وشريكاً في الصناعة وعاملاً مهماً في التسويق والترويج وأن تسخر منابرها ومنصاتها لتكون جزءاً من الدورة الاقتصادية وعاملاً
مساعداً في بناء الاستثمار متى ما كنا نتحدث عن إعلام مؤسساتي يفهم معنى الاستثمار والتسويق وليس منابر تستخدم لمكاسب شخصية لهذا أو ذاك، فأي إعلام يقوم على الأشخاص لن يستمر طويلاً ولن يواكب المرحلة.

نحن اليوم على أبواب ثروة اقتصادية جديدة في نسيج الاقتصاد السعودي ستصل خلال السنوات المقبلة لمليارات الريالات، وستكون مرتبطة مع عمق المجتمع، فهل هناك من يفهم ويعي أهمية ذلك ليبدأ تحديد موقعه الاقتصادي ودورهُ الحيوي في هذه المنظومة ويشرع في بناء الشراكات ليكون قاعدة أصيلة وذراعاً مهماً وعاملاً رئيسياً في ملعب الاستثمار الرياضي ومضمار التسويق وهدفاً لرأس المال أم سيبقى مُصدراً لثقافة الثمانينيات التي لن يتقبلها جيل الرؤية؟!.