|


سلطان رديف
الميدان.. مصنع النجاح
2016-12-04
الأعمال والخطوات الناجحة مهما حاول أعدائها تغييبها فإنها لن تغيب لأن النجاح هو نتاج عمل مُرسخ على أرض الواقع لا يمكن إخفاؤه أو تجاهله ولا يملك أي شخص منع التفاعل المجتمعي مع هذا العمل أو ذاك خاصة عندما يكون قاعدة مهمة لتفاعل كبير يخدم الجميع ودائما القاعدة تقول إن النقد الذي لا يستند على وقائع وأحداث وتجارب على أرض الواقع فإنه يبقى تنظيراً لا أكثر ولعلي مؤمن تماماً أن العمل الميداني هو أهم الأعمال وهو طريق النجاح وبصماته تكون أقوى وأكثر تأثيراً وأطول استمرارية والناجحون في كل الأعمال هم أبناء الميدان يؤمنون بالعمل ويحاربون التنظير.
الرياضة في كافة فروعها وتخصصاتها وإداراتها وأعمالها ومشاريعها هي تعتمد على الميدان وعلى كافة المستويات المحلية والقارية والدولية ونحن نعرف نماذج الشخصيات الناجحة التي لم تستمد نجاحها وقوتها إلا من خلال العمل الميداني ولو ذكرت أمثلة لطالت القائمة ولكن دعونا نتحدث عن شخصيتين محليتين حققتا نجاحات كبيرة جداً الأول هما دكتور صالح بن ناصر فهذا الرجل منذ عرفته وحتى اليوم وهو يعمل في الميدان فهو رجل الدولة والوطن المشرف وسفير للرياضة ومثال تاريخي لمعنى النجاح على كافة الأصعدة والشخصية الثانية عبدالله الدبل فرغم وفاته (يرحمه الله) منذ أكثر من 11سنة إلا أننا لا زلنا نذكره وتذكره رياضتنا وتذكره قارة آسيا لأنه كان رجل ميدان ومات في ميدان العمل يخدم وطنه فلا أعتقد أن هناك شخصين سيختلفان معي حول هاتين الشخصيتين ولا يستطيع أي منا أن يخفي عملهما أو يتجاهل عطاءاتهما ونجاحاتهما التي نجني ثمارها حتى هذه الساعة وعندما نذكرهم فنحن نذكر تاريخاً نفخر به.
ما نعيشه اليوم في رياضتنا من تطور وتحول وتغيير يحتاج لكفاءات تعمل في الميدان أكثر من عملها في المكاتب لكي نحقق النجاحات التي نتطلع لها ونحافظ على التاريخ الذي هو أرث نستند له ولعل ضعف تواجدنا الدولي وتأثيرنا يعود لأننا تركنا العمل في الميدان في السنوات الأخيرة وأصبحت المهام والمناصب الخارجية عبارة عن تشريفات وتذاكر سفر ورحلات سياحية ومحسوبيات وانشغلنا كثيراً بمحاربة بعضنا البعض في الداخل من أجل تعصبنا لأنديتنا حتى جعلنا من البيئة الرياضية بيئة طاردة بعد أن كانت بيئة منجزه وجاذبة وفي كل خطوة نخطوها نحو تحول أوتطور فنحن نحاربها باسم التعصب بل إننا نحاكم الأشخاص ونحكم عليهم ونمدحهم ونذمهم بناءاً على ميولهم وليس على أعمالهم فوطننا لديه رجال أكفاء وكفاءات قادرة على صناعة النجاح وشباب متعلم يملك العزيمة نحو البناء ولكننا نحتاج لخلق بيئة ملهمة ونحارب عقولا محبطة لكي لا تتصدر المشهد ونستبدلها بعقول تملك من الفكر والثقافة ما يجعلها تميز بين الغث والسمين لنخلق جيلاً طيباً أصله ثابت وفرعه في السماء يؤتي ثماره لكل جيل.