|


سلطان رديف
لا مجال للأعذار
2017-01-01

الإنجازات هي بلا شك حضارة للفرد أو المؤسسة تبقى شاهدة على حجم العطاء والبذل والتفاني والاجتهاد في تحقيق المصالح العامة، التي تبقى تاريخاً يسجل في صفحات الأفراد أو المؤسسات وهي في الوقت ذاته الإرث الذي يترك لتتناقله الأجيال في كل مناسبة يسترجع فيها المجتمع تاريخه وحضارته ومكتسباته.. ومن قوانين الحياة أنه لا يدوم منصب وأن الأيام دول تنتقل من هذا لذاك فكان التغيير دائماً سبباً للتطوير والاستمرار في العمل وما لا يتغير فإن الزمان كفيل بتغييره.

 

 

وفي الرياضة ليس منا من لا يذكر رموزها الذين عملوا وأنجزوا وحققوا إرثاً كبيراً ما زلنا نذكره حتى اليوم، وعلى سبيل المثال لا الحصر هل هناك من لا يذكر الأمير عبد الله الفيصل والأمير خالد الفيصل والأمير فيصل بن فهد وعبد الرحمن بن سعيد والأمير عبد الرحمن بن سعود والأمير عبد الله بن سعد والأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل وهل ننسى هادي صوعان وخالد العيد والدكتور صالح بن ناصر وعبد الله الدبل، كل هؤلاء رموز عملوا وأنجزوا للوطن والتاريخ وهذا بلا شك لا يلغي غيرهم ولا يعني أن البقية لم يعملوا ولكن لكل مجتهد نصيب من اجتهاده.

 

 

نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة لكرة القدم السعودية ومن المهم جداً ألا نناقش واقعنا بالعاطفة التي لا تقدم منجزاً الجميع يطالب به، وأن نبحث عن الأفضل، فلا أستطيع أن أقول إن مجلس إدارة الاتحاد السابق استطاع أن يقدم عملاً مختلفاً ومنجزاً جيداً.. وهذا لا يعني نسف كل عمله فلديه بعض الإيجابيات ولكن بلا شك أنه سجل الكثير من السلبيات وكان محور خلاف دائم، وجزءاً من الصراعات في كرة القدم ولم يكن المظلة التي تحتوي وتساعد في حل المشكلات وتساهم في دعم التنمية بكافة أشكالها.. ولأن المساحة هنا لا تكفي للتفصيل فالمهم العناوين العريضة وعلى مجلس إدارة اتحاد القدم الذي يبدأ مهامه اليوم والذي أكتب مقالي قبل أن أعرف من يكون، أن يسعى لأن يسجل تاريخاً جديداً فلديه كل الأدوات ويملك الأرض الخصبة ويبدأ في زمن جديد تتغير ملامحه عن السابق، فالدولة والمجتمع يعملون اليوم وفق تحول لـ2020م ورؤية 2030م وعندما تكون كرة القدم هي الترفيه الأول والأكثر متابعة ومشاهدة من الإعلام والمجتمع والأكبر حراكاً والأوسع استثماراً واقتصاداً ومقبلة على التخصيص شكلاً ومضموناً فأعتقد أنه لا مجال للأعذار ولا بديل للإبداع في العمل والفكر. فالأبواب مشرعة والميدان واسع يحتاج إلى اجتهاد صادق واحترافية متقنة بعيداً عن العاطفة فهناك أربع سنوات مقبلة هي قليلة في عمر الزمن ولكن من الممكن أن نجعلها عظيمة في كتاب التاريخ الرياضي متى ما استطاع فريق العمل أن يحاسب نفسه بنفسه على كل يوم عمل يقضيه في خدمة مستقبل رياضة الوطن وشبابه.