|


سلطان رديف
ماجد الوفاء أبهرتنا تاريخاً وأخلاقاً
2017-02-05

الوفاء فضيلة تنعم بها المجتمعات عندما تكتمل مصداقيتها في العمل لخدمة المجتمع وفئاته تسمو بها العلاقات عندما تسود بين الأفراد بل الوفاء يعد من مكارم الأخلاق وهو (أي الوفاء) أصل الصدق بين الناس وقيمة إنسانية عالية لا يبلغها إلا من صفيت سريرته، وفيه صلاح للبشر في حياتهم حيث يُعَرف الوفاء (على أنه الخلق العظيم الدال على الكمال والتمام) ومثل ذلك لا يستغرب عندما ينبع من النفوس التي عرفت وسُجل لها تاريخ من الأخلاق الرفيعة حتى أصبحوا مثالاً يحتذى به ويشار إليه.

 

عندما نكتب هذه المقدمة فإننا بالتأكيد نتحدث عن اللاعب الرمز والتاريخ والإنجازات نتحدث عن مثال رفيع من الأخلاق وشمعة وفاء تضيء اليوم الرياضة السعودية والذي يقدم نموذجاً من الصعب أن يتكرر في تاريخنا الكروي.

 

(ماجد أحمد عبدالله)لا يمكن أن ننصفه اليوم ولكن التاريخ أقدر منا على إنصافه ليس كلاعب بل كمواطن حمل راية الوفاء لمجتمعه وأصدقائه اللاعبين، ليقدم لنا جمعية أصدقاء اللاعبين الخيرية التي فشل المجتمع الرياضي على مدى سنوات طويلة أن يقدمها بأي شكل.. ففي الوقت الذي نسي فيه الجميع نجوما ولاعبين خدموا الوطن عبر الرياضة ظهر ماجد عبدالله ليقدم لنا أول مؤسسة خيرية رياضية تهتم بأهم عنصر في الرياضة ويسُد تلك الثغرة التي عجز الكثيرون عن سدها طيلة نصف قرن من الزمان! وليس هناك أقدر من هذا الرمز بأن يتولى مثل هذه المسئولية ويحمل شرفها في زمن قل فيه الوفاء وفي مجتمع رياضي كثر فيه التعصب ليحمل هو شمعة الاخلاق التي عودنا عليها.

 

لست أسعى لمديح ماجد عبدالله فهو غني عن هذا المديح، ولكننا نشكر المواطن النجم ماجد عبدالله على هذه الخطوة ونشيد بكريم خلقه لحمله هذه المسئولية وندعوا من خلال هذا المقام لأن تكون هذه الجمعية علامة مضيئة في وسطنا الرياضي، وأطلب من بعض رجال الأعمال الذين لا يوفون بالعهد ويبحثون عن الوهج الإعلامي، أن لا يشوهوا هذا المنتج الأخلاقي الوطني المجتمعي بتواجدهم غير الفعال وندعو في ذات الوقت أهل الوفاء من رجال الأعمال واللاعبين والشركات أن يسعوا لأن يكونوا جزءا من هذه الجمعية التي تسعى لأن تحقق مطلباً وطنيا كلنا ننادي به فنحن مجتمع واحد وأقول لماجد الوفاء أرجو أن تغير كلمة (الخيرية) ونضع كلمة (وفاء) ليصبح مسماها (جمعية أصدقاء اللاعبين وفاء) لتصبح (وفاء) اختصارا لها وأن تطلق مشروعاً  تحت شعار (التغيير) ندعم فيه اللاعبين وأبناءهم وأسرهم في كافة المجالات فبناء الفرد والأسرة هو العمل المستدام الذي يخدم الحاضر ويبني المستقبل نغير من خلاله واقع الأسرة ببرامج نوعية ذات أثر يستمر ويتطور، بناء يبني بعضه بعضاً وأن تبتعد الجمعية عن العمل الخيري التقليدي الذي لا يخدم الأجيال.