|


خالد قاضي
والجروح قصاص
2010-10-02
عندما نتحدث بصراحة عن بعض الأمور السلبية في الوسط الرياضي؛ وبطريقة النقد الصريح والقوي والمباشر دون إسقاطات ضد لاعب أو حكم أو اتحاد لعبة أو إداري أو رئيس ناد، نواجه دائماً كلمة حق أريد بها باطل وهي (لاتدخلوا في الذمم) .. ولكن ماذا يريد منا هؤلاء أن نكتب عندما يتعمد لاعب (عيني عينك)، وأقول يتعمد إصابة زميل له من الفريق الآخر بطريقة بشعة وغير إنسانية قد تعطل وتقطع رزق اللاعب الآخر الذي تعرض لإصابة تمزق أو قطع أو كسر مضاعف في الساق؛ وهي تحت طائلة القانون والشرع كما جاء في محكم التنزيل وفي الآية 45 من سورة المائدة (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) صدق الله العظيم.
ولاشك أن التعمد في إصابة لاعب لآخر يندرج تحت مسمى (جريمة قانونية) على طريقة حوادث السيارات، أو جرائم القتل المتعمد، أو إلحاق الضرر المتعمد بالآخر في المشاجرات بين شخص وآخر.
والأمثلة لاحصر لها ولاعد، لعل آخرها تعمد مدافع الوحدة سليمان أميدو.. (وأقول اسم اللاعب من باب التحديد وليس الإساءة أو التشهير) إصابة مهاجم النصر الخلوق محمد السهلاوي؛ وكل من شاهد اللقطة تأثر من الناحية الإنسانية بسبب الدخول العنيف على القدم الثابتة للاعب من قبل لاعب الوحدة. وقبل السهلاوي كم غاب من النجوم المؤثرة والممتعة للجماهير بسبب الإصابات المتعمدة، بل على مستوى العالم هاهو النجم الأرجنتيني ميسي يغيب عن الملاعب بسبب إصابة متعمدة حرمت عشاق الكرة الاستمتاع بلاعب مثل ميسي، وعلى المستوى المحلي سبق أن غاب مهاجم الشباب الخطير ناصر الشمراني؛ وبعده محمد عيد وعبده عطيف ونايف هزازي ومناف أبوشقير ومالك معاذ الذي لايزال مستواه متأثراً حتى الآن بسبب الإصابات المتتالية، وأسامة المولد وسعد الحارثي وحسين عبدالغني وناجي مجرشي بسبب دخول عنيف من مدافع الاتحاد رضاتكر وعبدالعزيز السعران .. والقائمة تطول وتطول، وحتى إن كانت إصابات البعض بسبب ضغط المباريات؛ إلا أن الغالبية تعرضوا لإصابات بسبب خشونة متعمدة؛ ولن تنتهي طالما أن هناك لاعبين جزارون يلعبون على المفاصل والسيقان والركب.
أقدم نصيحة عابرة وسريعة للاعبين أصحاب المهارات العالية بعدم الاحتفاظ بالكرة لفترة طويلة واللعب من لمسة أو لمستين؛ وهو أسلوب فرضه مدرب الاتحاد البرتغالي مانويل جوزيه من أجل سرعة اللعب وتجنيب اللاعبين الاحتكاك مع لاعبي الفريق المقابل .. والجميع لاحظ على الهواء اعتذار النجم محمد نور للمدرب جوزيه عندما انطلق بكرة لوحده في منتصف الملعب وكاد أن يتعرض لإصابة؛ لأن استعراض اللاعب لمهاراته أكثر من اللازم قد يستفز مدافعي الفريق المقابل؛ وإن كان هذا العذر ليس حجة لتكسير عظام الآخرين.
ورغم فداحة تعمد إصابة لاعب لآخر يعتقد اللاعب المعتدي أن مجرد زيارة خمس دقائق للاعب المصاب تنهي كل شيء بمجرد اعتذار؛ حتى بعض اللاعبين المعتدين يستكبر حتى الاعتذار أو الزيارة رغم أن زيارة المريض واجب إسلامي وإنساني .. وفي الواقع فإن هذا الموضوع يستوجب وقفة قوية من لجنة الانضباط؛ ووضع لائحة صارمة لوقف جزاري الملاعب الكروية بفرض عقوبات شرعية قبل أن تكون قانونية؛ ومن هذه العقوبات أن يتكفل اللاعب المعتدي بدفع نفقات علاج اللاعب الذي تعرض لإصابة بليغة بالكامل مهما بلغت تكاليف العلاج .. وثانياً: إيقاف اللاعب المعتدي حتى يعود المصاب إلى الملاعب؛ بمعنى أن يتوقف اللاعب المتسبب بالإصابة لنفس فترة غياب المصاب؛ وأن تكون عودته في نفس اليوم الذي يعود فيه الآخر للملاعب، لأن الكرة أصبحت لدينا احترافاً؛ وتعمد إصابة لاعب هي بمثابة قطع رزقه ورزق أولاده، فاللاعبون أرزاقهم في أقدامهم.
ولعل أقرب حادثة في الملاعب السعودية من هذا النوع ظهرت في تعمد إصابة أميدو الوحدة للمهاجم النصراوي السهلاوي؛ لكن حكم المباراة مطرف القحطاني لم يحرك ساكناً ولم يتخذ أي قرار ضد مدافع الوحدة أميدو؛ حتى عندما شاهد السهلاوي وهو يحمل على سيارة الإسعاف.
إن الكرة بكامل محيطها في مرمى لجنة الانضباط حيال ظاهرة تعمد بعض اللاعبين كسر أقدام زملائهم بحجة اللعب الرجولي .. ولا أدري أي رجولة في أن تعطل أو تكسر قدم زميل آخر مهما كان حجم المنافسة .. أما وقف مباراة أو مباراتين فإن هذه عقوبة غير مقنعة بل تشجع الجزارين على مواصلة جزرهم للنجوم .. لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.