|


د. علي عبدالله الجفري
إذا أردنا التصحيح 2ـ3
2009-10-19


ذكرت في الجزء الأول من هذا المقال أنه يجب ألا يقتصر تصحيح المسار الرياضي على كرة القدم فقط، بل من المهم جداً أن يشمل التصحيح المنظومة الرياضية في الوطن برمتها، وذكرت كذلك أنه يجب أن يرتكز هذا التصحيح على ثلاثة محاور رئيسية  هي الأهم في التأسيس لرياضة وطنية عصرية. أول هذه المحاور الثلاثة هي الرياضة المدرسية، وهنا أود التأكيد على أن المقصود بالرياضة المدرسية ليست حصص التربية البدنية التي هي جزء من المنهاج المدرسي، وليست النشاط الرياضي الذي هو جزء من الأنشطة الطلابية اللا صفية. الرياضة المدرسية هي الطريق الأقصر والأمثل والآمن و الأسهل لتوسيع قاعدة الممارسين في أي رياضة في أي دولة في العالم، بشرط أن تُأسس وتُنظم بالطرق الصحيحة و ألا تكون مرادفة ومكررة لمسابقات رياضة المراحل السنية في الأندية والاتحادات.
لا يستطيع كل طفل موهوب حركياً أن يصل إلى أحد الأندية الموجودة في مدينته، ولكنه يستطيع الذهاب لمدرسته كل يوم، ولا تستوعب الأندية الموجودة في أي مدينة جميع الأطفال المتميزين حركياً ولكن تستطيع المدارس استيعاب طلابها الرياضيين في فترات خارج أو أثناء أوقات الدوام الرسمي. رياضة الوطن تخسر أعدادا كبيرة من الأطفال الموهوبين رياضياً لعدم تطبيق هيكلة نموذجية للرياضة المدرسية.
في رأيي، تستطيع كل مدرسة إبتدائية من مدارس مدينة الرياض الأربعمائة والواحد والثمانين www2.moe.gov.sa///schoolsSchoolDetailsBoysG.aspx أن تحتضن عشرة أطفال موهوبين في رياضة من الرياضات خلال السنة الدراسية، وبالتالي تكسب الرياضة ما يزيد على أربعة آلاف مشروع لاعب موهوب, بدلاً من محاولات الاستقطاب العشوائية التي تقوم بها الأندية والتي عادةً تنتهي ببضع عشرات من الأطفال لا يصلح نصفهم أن يكون لاعبا في أي رياضة.
نموذج الرياضة المدرسية لو طبق بتنظيم وهيكلة إدارية جيدة، سوف يعود على الرياضة الوطنية بأكثر من بضع آلاف من الممارسين في شتى الرياضات في كل عام دراسي. كذلك سوف يزيد من عدد المنشآت الرياضية المدرسية، وسوف يكون لدينا مجموعة من المدربين والحكام الأكفاء الممارسين الذين مارسوا التحكيم والتدريب بالتدرج المنطقي، وسوف نؤسس لرياضة جامعية تنافسية.. الأسبوع المقبل أكمل.