|


سعد المطرفي
سمي بالله يا(خواجه)
2010-08-01
 أشفق كثيرا على مبررات إبعاد مانويل جوزيه لمحمد نور عن معسكر البرتغال، وتصوره الخاطئ بأن مفهوم الانضباط سينتصر في آخر المطاف، سواءً في الاتحاد أو غيره، فالفريق عاد، لكن ملف نور لم يغلق بعد، والشرطان اللذان يطالب بهما (سيبلهما) ويشرب (مويتهما) على (الريق) (طيب) وإلا (غصب)، فمانويل على ما يبدو لا يعرف حجم محمد نور، وتأثيره على الاتحاد، وعلى اللاعبين، وتأثيره في الفريق، وفي أعضاء الشرف، وفي المدرجات، وفي الإعلام، وما وراء ذلك، وكيف سيضطر مرغما لإعادته أساسيا بمجرد أن يبدأ (الدق في الملعب)، لأن نور ليس مجرد كابتن للفريق، ولاعب مهم جدا، بل الاتحاد من (الألف إلى الياء)، فإن غاب (غاب) الاتحاد، وإن حضر (حضر) الاتحاد، والمدرب، أو الرئيس، أو الإداري الذي يتبنى المواجهة مع نور يجازف بالاتحاد، وباستقرار الاتحاد، وبنتائج الاتحاد، ويحرض اللاعبين والمدرجات على نفسه، وعلى عمله، ويدخل في معركة كسر عظم، وسيخسر معها في النهاية موقعه، وقناعاته، ويعتذر، ويرحل، وما من حل في الأخير إلا أن يعود نور كما كان، وعلى (كيفه)، هكذا ببساطة.
لأن مسألة مفهوم الانضباط وتطبيقه عمليا وبشكل مستمر وكلي مسألة فيها (قولان) في الأندية السعودية ككل، منذ زمن بعيد وليس الآن، ولها استثناءات في كل الأندية أيضا وليس في الاتحاد فقط، والمدرب الذي لا يملك حيزا من التجاوز والمرونة و(غض الطرف) في التطبيق قد يخسر أكثر من لاعب، وقد يخسر نتائج مباريات مهمة أيضا، خصوصا إذا ما أصر على موقفه، ولم يكن لديه البديل الأفضل، وفي الاتحاد لا يوجد حتى الآن من يملك مواصفات محمد نور في التأثير على الاتحاد، في الملعب وخارج الملعب، وفي منازل أعضاء الشرف، وفي المدرجات، وفي كل الاتجاهات الصفراء.
 فنور في الأسابيع الماضية أشغل الاتحاديين بقصة غيابه ومتى يعود إلى الفريق الأساسي، أكثر من انشغال الاتحاديين بمرحلة إعداد الفريق للموسم الجديد، وأكثر من انشغال الاتحاديين بأن مانويل على صواب، وأن مانويل يبحث عن مصلحة الفريق، وعن الانضباط، وعن التفكير في البطولات، وسيستمر انشغال الاتحاديين بعودة نور حتى يتنازل مانويل عن قناعاته، أو يخسر المواجهة، أو يرحل.
فمحمد نور في الاتحاد خط أحمر من بين كل اللاعبين، وقد حاول كثير من المدربين قبل مانويل تجاوزه وفشلوا، وانتصر محمد نور في النهاية وعاد، وانتصرت إرادة مؤيديه أيضا، فجمهور الاتحاد يرى أن فريقه بلا طعم ولا رائحة ولا قيمة بدون نور، ومعظم شرفيي الاتحاد على نفس السياق، حتى اللاعبين أنفسهم لديهم نفس القناعة، ولا يوجد من يؤمن بأن مانويل على حق ونور على خطأ إلا من لايقيم لهم نور وزنا، فمن يواجه نور في الاتحاد يا خواجه.