استفتاء إبسوس لم يأت بجديد، فالهلال وحداني في جماهيريته،  وفي ميل الناس له، وفي سحر أدائه، وفي عدد بطولاته، وفي شخصيته التنافسية، والليلة سيكون وحداني  أمام الوحدة في الملعب، وفي المدرجات، في كيفية البحث عن الثلاث نقاط، إلا إذا ما تغير الحال، فالفارق بين الاثنين كبير.. وكبير جدا،   فجمهور الوحدة  غير راض عن فريقه، ولاعن الإدارة ، ولاعن لاعبيه، وينتظر أيام  الفرج بفارغ الصبر، وإدارة الكرة غير راضية عن الإدارة، وتنتظر التغيير أيضا، فالفريق تعادل مع الفيصلي وخسر نقطتين، ثم تعادل أمام القادسية وخسر نقطتين، ثم خسر ثلاث نقاط  أمام الرائد، ولولا اجتهادات فيصل المرقب لخسر بنصف درزن في  الدقائق العشر الأخيرة، وقد يتسحر به الهلال الليلة، ويعيد به الحزم في الرس لاحقا، ففريق الوحدة هذه الموسم في أسوأ حالاته الفنية، ومرشح أن ينتهي به المطاف في الدور الأول  في مركز مؤسف جدا ، وهذا الحكم ليس استباقيا  أو متعجلاً، لكنها الصورة الواضحة الآن ،  فدفاع الفريق  مهترئ   للغاية، وبلا أظهره بعد انتقال الموسى والمر، وكذبة وجود البديل أصبحت مكشوفة، فلا بديل ولا يحزنون في مستوى الكاملين، ومرجع اليامي   لم يلعب حتى الآن، وقيمة الصفقة التي دفعت من أجل انتقاله ذهبت سدى، فالجهة اليسرى  تعاني من شرخ  كبير جدا، والكرات العرضية العالية تشكل خطورة مستمرة، ووسط الفريق  ضعيف للغاية، واجتهادات مهاجميه الفردية ربما هي الشيء الوحيد الذي يذكر، وهناك ضعف لياقي، ولا أعرف إذا كان معسكر البرتغال ترفيهيا أم لشم النسيم، فالفريق عاد بنصف لياقته .. وبالتالي التركة التي تنتظر الإدارة الجديدة ليست سهلة على الإطلاق، فالفريق بحاجة إلى إعادة صياغة كلية من الألف إلى الياء، وهذا لايمكن أن يحدث بنسبة نجاح عالية في وسط الموسم، إنما الموسم الذي يلي ، وبموازنة مضاعفة جدا،  ومستوى إنفاق عال جدا يفوق ما هو متوقع، فأمين الصندوق قال لبعض وسائل الإعلام  بالأمس إن النادي ليس بوسعه خلال أسبوع  إلا أن يدفع  مرتب شهر واحد فقط  من مستحقات  العاملين والفنيين واللاعبين المتأخرة، وذلك  بعدما كتبت عن معاناتهم الأسبوع الماضي، ولو لم أكتب  لما قررت الإدارة أن تدفع لهم  شيئا، وهذا يعني أن الالتزامات المالية التي تستوجب الدفع وليست الديون المرحلة التي تنتظر الإدارة الجديدة، تفوق الثلاثة ملايين ونصف المليون ، أما الديون فهي كوارثية  للغاية خصوصا أن النادي لم يحقق بطولة،  ولا وصافة، ولاحتى المركز الرابع، ولم يتعاقد مع  لاعبين بمستوى من فرط بهم  في ليل أظلم هذا الموسم، وبالتالي ما من حل أمام الوحداويين إلا المطالبة بفتح باب التحقيق والمساءلة مع الإدارة الحالية  لمعرفة لماذا فعلت كل ذلك، وهل الوحدة يستحق كل هذه المنغصات الثقيلة كي يبقى سنوات أخرى بعيداعن المنافسة والتطوير؟