|


سعد المطرفي
أين ذهبت أموال الوحدة
2010-09-12
معظم العاملين في الوحدة مر بهم العيد أمس والحزن يكسو أعينهم، وهناك حسرة، وألم، وأسى، وأنين، ليس بسبب النتائج، ولكن بسبب المال، فمرتباتهم لم يتسلموا منها إلا القليل الذي لا يكفي لشيء، فغالبيتهم  لم يتمكنوا من كسوة أبنائهم، ولا سداد سلفة  قيمة مشتريات رمضان، وليست لديهم  القدرة على فعل أي شيء مع متطلبات الحياة المتزايدة، خصوصا وأن موسم العودة إلى المدارس على الأبواب، وهذه المأساة المؤلمة جدا التي يعيشها العاملون منذ أشهر، لم تحدث في  نادي الوحدة طوال تاريخه إلا هذا الموسم، وكأن عبد المعطي كعكي يريد أن يعاقب العاملين ومن في حكمهم على قرار خروجه من النادي، واقتراب موعد الجمعية العمومية، وإقرارها بشكل نهائي دون أن يُكلف،  فطاطا مدرب اللياقة الذي خدم النادي سنين طويلة سقط  مغشيا عليه ليلة الثامن عشر من رمضان داخل أروقة النادي، وكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، بسبب  الصدمة التي حصلت له، فالرجل يعول أسرة، وأبناء، وَحُرِمَ من حقوقه قبل رمضان، وبعد طول انتظار، وصبر، وألم، أُعطيَ مبلغا لا يكفي لشراء الدواء الشهري لزوجته،  ولا لكسوة أسرته، وقيل له الإدارة الجديدة (تعطيك حقوقك)، وطاطا ليس الوحيد الذي  مر به العيد في الوحدة  والحزن يكسو عينيه، وكاد أن يموت من الأسى، والجوع، فهناك الكثير مع الأسف، ومعظم الصحف كتبت عن هذه الحقائق بشكل واضح، وعما حدث للعاملين في هذا النادي ليلة صرف جزء من مستحقاتهم المتراكمة، من بكاء، وإغماءات، ودعاء، فأين ذهبت أموال النادي، وكيف عجزت إدارة تسلمت أكثر من خمسين مليون ريال خلال عام عن صرف  حقوق ورواتب العاملين  بشكل منتظم، ولماذا تراكمت هذه المتأخرات بهذا الشكل المخيف، كي يمر رمضان، و يأتي العيد، ويقبل موسم العودة للمدارس، وضائقة الناس المالية تزداد، وحقوقهم معلقة، والأسئلة تطول، وما من حل إلا أن تتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لمساءلة الإدارة عما حدث هذه الأيام، وبشكل صارم، لأن أوجه الإنفاق في الوحدة ليست كالهلال، ولا الاتحاد، ولا الأهلي، ولا الشباب، ولا النصر، كي تصل الأمور إلى هذا الحد المؤسف جدا الذي لا يمكن أن يحدث في أصغر المؤسسات الربحية عمرا، وليس في ناد له مداخيله، ويفترض أن تكون لديه موازنة واضحة، ودقيقة، ومعدة بشكل مسبق، وأموال غير قابلة للمناقلات، ومخصصة للرواتب، ومساءلة الإدارة ليست مطالبة شخصية، ولكنها إجراء مهم جدا، لسببين، أولهما حماية حقوق هؤلاء العاملين، من العبث، والمماطلة، والتسويف الذي حدث، وثانيا لحماية مسار عمل الإدارة الجديدة التي ستأتي من أي منغصات مالية مفتعلة، على اعتبار أن تسليم النادي للإدارة المقبلة (صاغ سليم)، أرحم بكثير من تسليمه بلا لاعبين، وبلا نجوم، وبديون متراكمة، وحقوق متأخرة لعشرات العاملين، وقبل هذه وتلك، الخوف من عواقب دعاء هؤلاء العاملين، لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.