|


سعد المطرفي
 بيد اللاعبين.. لابيد بسيرو
2010-12-05
كل شيء ممكن أن يفرض حضوره  اليوم في نهائي خليجي عشرين..
 فالحظ وارد  والتخبيص محتمل، والمتعة جائزة، والتشنج والشد الانفعالي قد يطغيان على الأداء المهذب، لأن منطق كرة القدم في النهائيات فضفاض  وواسع وعجيب،  ولايعتمد على القراءات الغيبية المسبقة، إنما على ما يفعله  اللاعبون  في الملعب، وعلى  ما يفعله الطاقم التحكيمي  باللاعبين داخل الملعب. 
  فمنتخبنا ذهب إلى  عدن وسط عاصفة من النقد الساخط على ما يفعله بسيرو به وبنا  وبالكرة السعودية،  ووسط جدلية الأمن واللا أمن في أبين، ورغم كل ذلك وصل إلى النهائي بأمان، وكان دربه أخضر   وكسب بعض لاعبيه الثقة، والنقاط والإشادة والتقدير.. وليس الكل،  والمنتخب الكويتي الشقيق أيضا وصل إلى النهائي  وهو لا يستحق الوصول.. لا من حيث حجم أدائه العام ولامن حيث  أحقيته في التأهل، خصوصا  في منعطف  الدور ربع النهائي،  فالأخطاء التحكيمية وحدها منحته نصف المسافة، وعقلية مدربه السور، والباب، والحارس، وعبقرية نجمه فهد العنزي نصف النصف الآخر، وبالتالي كل شيء في نهائي اليوم من الممكن أن يحدث  قياسا بما حدث في الأيام الماضية من عمر الدورة ، فقد تحضر الأهداف ويغيب الأداء، وقد تحضر الأخطاء التحكيمية ويغيب المنطق، وقد  يفصل الحظ بين الاثنين ويميل.  
ولكن ماذا عن الخواتيم وما بعد الخواتيم؟ خصوصا لوفاز منتخبنا باللقب الخليجي  وعاد بالذهب، هل سيكون بسيرو بطلا من المدربين  الأبطال وتتغير القناعات عنه بالكلية، أم سيكون اللقب بمثابة بندول تمرير لكل الأخطاء التي وقع فيها قبل أن يبدأ السباق الآسيوي؟ وهل ستكون القائمة التي ذهب بها إلى عدن ملائمة للذهاب بها إلى  الدوحة ، أم يجب أن تتغير بنسبة عالية جدا؟  ثم ماذا أيضا  لو خسر منتخبنا النهائي لاسمح الله، ومن سيطوله التغيير.. بسيرو أم اللاعبين؟ ولأن الإجابة تبدو غير ممكنة الآن حتى تنتهي مباراة اليوم، أرى أن منتخبنا إن فاز وهذا ما نريده ونتمنى أن يحدث،  ففوزه سيكون  من خلال اجتهادات بعض لاعبيه  وحماسهم وإصرارهم على تأكيد أحقيتهم بتمثيل المنتخب،  أما ذهنية  بسيرو الدفاعية فهي في واد والمنتخب السعودي في واد آخر.. وهذا يكفي، ففي عدن منتخبنا واجه منتخبات ذات مستوى وطموح أقل بكثير من بعض المنتخبات التي سيواجهها في الدوحة خلال البطولة الآسيوية المقبلة، بالتالي العودة بالكأس من اليمن  فيما لو تحقق ذلك اليوم يجب أن لاينسينا حقيقة واقع المنتخب من الناحية الفنية ومن الناحية العناصرية  والأسماء التي تمثله، وأهمية أن نتعامل مع الحقائق بتجرد عملي كي تكون مصلحة المنتخب مقدمة على أي تفسيرات أخرى، خصوصا أن المنتخبات التي سنواجهها في البطولة الآسيوية متطورة  ومساحة طموحها أفضل بكثير من الماضي، فالأردن وسوريا ليسا كاليمن، واليابان ليست كالإمارات وقطر. وعلى (طاري)  قطر ..فكم  كان مبهجا نجاح الملف القطري وفوز قطر باستضافة كأس العالم، فقد كان إنجازا ودرسا عمليا واضحا لمن يريد أن يعمل بشكل صحيح كي يحقق الأهداف التي يسعى إليها.. وبالتوفيق لمنتخبنا اليوم أمام الكويت.