|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
النصر الجديد
2011-05-11

تشير الدراسات والأبحاث العلمية أن الوصول إلى المستويات العالية لا يأتي مصادفة بل من خلال الكشف المبكر عن الموهوبين ولقد شهدت دول المستويات المعاصرة عناية كبيرة بفئة الناشئين حيث وجهت معظم دول العالم نحو طلاب المرحلة الابتدائية للكشف عن طاقاتهم وقدراتهم البدنية والمهارية على اعتبار أن هذه المرحلة أهم وأدق مراحل النمو التي تعتمد عليها المراحل التالية، والتدريب الرياضي الجيد يساعد الرياضي الناشئ على تقديره لذاته ووضعه في مواقف مشابهة لمكان المنافسة وأن يحولها إلى حقيقة واقعية تكفل له النجاح ..وشهدت أنديتنا تنافسا محموما للاهتمام بالناشئين الصغار كقاعدة للمستقبل ويعد نادي الهلال في وقت سابق أول من اهتم بالناشئين عندما كان يتولى هذه الفئة الأمير بندر بن محمد فتخرج العديد من اللاعبين البارزين والمميزين قادوا الفريق الهلالي إلى منصات التتويج وتبعثرت جهود الهلال بابتعاد المشرف على الفئات السنية خالد الحبيش وقلة الدعم لها رغم رغبة الهلاليين عدم إظهار ضعفهم إلى هذا الحد الذي لا يليق بكيان الهلال.. لقد تيسرت لي زيارة مدرسة الهلال وشاهدت كيف الإقبال من الناشئين الصغار مع أولياء أمورهم على المدرسة وبرز لي وجود خلل في عدم وجود الاستقبال الجيد لولي الأمر وعدم احتواء هؤلاء الناشئين وعشوائية طريقة الانتقاء مما ضيع على الهلال مواهب سيندم عليهم ولك أن تتخيل أن الهلال لن يكلف نفسه في إعدادهم لأن من يحضر مميز وفي الجهة الأخرى ظهر النصر وبتخطيط سليم منظم وبعمل مهندسين بالاهتمام بالناشئين منطلقا أولا من تحقيق الأهداف و(التكامل في الأداء) من تهيئة البيئة المناسبة للناشئين فشيد الملاعب بمواصفات وجودة عالية وأتاح فرصة للمدربين والفنيين للانتقاء في أجواء صحية وكلف إدارة مدربة فظهرت النتائج وفق ما يريد المحب للأصفر وفي خمس سنوات من العمل النوعي هذا هو العالمي يقطف ثمار مازرعه وخطط له بحصوله على لقب درع دوري الناشئين ومن ثم بطولة البراعم من أمام منافسه الهلال . الواقع يقول بأن النصر قادم بأبطاله الصغار إلى عالم النجومية من جديد بعيدا عن النظرية التي للأسف تطبق في أنديتنا والتي تقول أنك في عصر احتراف فلا داعي للاهتمام بالناشئين لأنك تستطيع أن تحضر أي لاعب بمالك ولكن التركيز على الصغار من الآن تؤتي ثمارها فاللاعب يقدم عز عطائه وقوته وانتمائه في سن 16ـ18 وإذا لم يظهر إمكاناته وتميزه ويفرض نفسه على خارطة الفريق الأول في هذه السن فقل عليه السلام ولنا في هذا العصر النجم الأرجنتيني ميسي وكيف ظهرت موهبته وانتمائه لناديه في سن مبكرة هنيئا للنصر بأبطاله ومستقبله الواعد.