|


خالد بن عبدالله النويصر
حمى المونديال
2010-06-11
ينطلق اليوم المونديال العالمي بلقاء البلد المضيف جنوب أفريقيا مع المنتخب المكسيكي والكل يترقب وبشغف رؤية نجوم كرة القدم في العالم وهم يسطرون الإبداع والفن الكروي المليء بالمتعة والفن في الأداء لمتابعي ومحبي كرة القدم اللعبة صاحبة الشعبية الأولى في العالم ولهذا فإن البعض قد أعدوا العدة لمشاهدة المباريات في المنازل والبعض الآخر يفضل مشاهدة المباريات في المقاهي وآخرون يفضلون مشاهدة مباريات المونديال في الساحات الشعبية المجهزة خصيصاً لهذا الغرض.
ـ ففي المنازل تجد أن رب الأسرة وأبناءه قد جهزوا كافة وسائل الراحة من أجل مشاهدة ممتعة مع تجهيز غرفة خاصة بالتلفزيون واشتراك للقناة الناقلة حصرياً لهذا المونديال العالمي ومن الرسائل الطريفة التي وجهها أحد الأزواج لزوجته قبل انطلاق حمى المونديال وتتضمن عدم فتح أي نقاش خلال فترة المونديال إلا عن كرة القدم وماعدا ذلك فهو مرفوض والتلفزيون ملكية خاصة للزوج أثناء فعاليات المونديال وإذا نظرت الزوجة المسكينة إلى الريموت قد تفقد أحدى عينيها الجميلتين.
ـ وشعار الزوج خلال المونديال العالمي لا أسمع لا أرى لا أتكلم  إلا عند طلب الطعام والشراب وسوف يتوقف عن الرد على الهاتف وعن الذهاب للسوق لجلب مقاضي البيت وممنوع طلب الزوجة الذهاب لأهلها لو (تخيس) في البيت عادي وإلا ستخرج خروجا نهائيا بلا عودة ولا يريد الزوج المتسلط أن يسمع من زوجته كلمة عن كرة القدم كلها لعبة لأن هذه الكلمة سترفع ضغطه وستزيد من غضبه وسيسمح الزوج لزوجته بالكلام أثناء فترة التوقف بين الشوطين إذا كان فريقه المفضل فائزا.
 ـ الزوج المتيم بكرة القدم يقول إنه لا يريد أن يسمع كلمة الحمد لله أن بطولة كأس العالم تأتي كل أربع سنوات لأن لديه مناعة من هذه الكلمة وخاصة أن الدوري في أوربا ( الإسباني والإيطالي والإنجليزي ) متواصل طوال العام وأنهى هذا الزوج رسالته بأنه في حالة  التزام الزوجة بهذه التعليمات  أثناء المونديال سيتم السماح لها بمشاهدة التلفزيون فقط من الساعة الثانية بعد منتصف الليل حتى السادسة صباحاً وختم الرسالة بالتوقيع مدمن كورة.
ـ أما المقاهي ( الكوفي شوب ) فقد أصبحت جاهزة ومستعدة لاستقبال روادها لمتابعة مباريات وأحداث المونديال وكأن البعض لديه احتفال أو عرس كروي كبير وإن كان بعض ملاك المقاهي قد سلوا سيوفهم حالهم حال غيرهم خلال فترة السياحة المحلية  لكسب المزيد من الربح المادي وتنتيف جيوب المرتادين بعيداً عن عيون الرقيب فالطاولة سيرتفع سعرها إلى خمسين أو ستين ريالا تقريباً خلال عرض المباراة الواحدة وأسعار الطلبات ستكون مرتفعة ويا قلب.
ولمعرفة نبض الشارع النسائي قرأت رسالة مدمن كورة على والدتي وقالت لي بالحرف الواحد هذا وأنا أمك مهبول ما نافعه إلا زوجته وأم عياله. أما زوجتي أم عبدالعزيز فقد كان رد فعلها على هذه الرسالة بقولها المعاملة بالمثل عند مشاهدة البرامج النسائية.