|


د. محمد باجنيد
لا هلال.. ولا شباب!
2010-10-22
عذراً فقد كان الطموح أكبر من الوصول إلى دوري الأربعة!.. البطولة وكأسها كانتا الحلم منذ البداية حتى ما قبل يوم الأربعاء الماضي الذي كنت مع كثيرين غيري أترقبه ليس فقط لأستمتع بإثارة كرة القدم؛ وإنما لأرى ماذا أعد الشباب والهلال لمباراتيهما الحاسمة للوصول إلى نهائي آسيوي سعودي خالص؟!
الحلم الجميل اصطدم بواقع لم نحسب حسابه.. لنصحو على تلك الحقيقة التي لا تأتي بالأمنيات فقط، وإنما باستحضار كل الاحتمالات، وتحليلها ومن ثم وضع الحلول المناسبة لها ضمن أولويات أدركها الكوريون والإيرانيون بعد أن وضعوا على رؤوسهم القبعات الست لـ (إدوارد دي بونو) وراحوا يبحثون عن الأسلوب الأمثل لمواجهة السعوديين. فيما كان فريقانا يقودهما إعلاميون عاطفيون يرتدون القبعة الحمراء ولا يرون سوى الإيجابيات عبر القبعة الصفراء!.. قليلون هم الذين ارتدوا القبعة السوداء.. ليس تشاؤماً وإنما حذراً من خطورة كورية وإيرانية ظهرت جلية في اللقاءين لنخرج منهما صفر اليدين!
في مثل هذه البطولات التاريخ لا يذكر سوى البطل، وهو اليوم إما كوري جنوبي مثل العام الماضي أو إيراني عرف من أين تؤكل الكتف.. وجاء ليقدم لنا أسلوباً دفاعياً خالياً من الأخطاء.. كانوا مهيئين نفسياً وبدنياً وحاضرين ذهنياً فاختفى الهلال في درة الملاعب أمام قرابة السبعين ألفاً جاءوا ليزفوه نحو النهائي الآسيوي بعد غياب طويل!
قبعات (إدوارد دي بونو) تستخدم في التعليم وفي حل المشكلات واتخاذ القرارات، وهي في الرياضة تعد منهجية فعالة في الوصول إلى خطة اللعب المناسبة. فحين تناقش خطة اللعب من قبل الجهاز الفني يتم التفكير عبر القبعات الست بطريقة متوازية.. فحين توضع القبعة البيضاء يبحث الجميع عن المعلومات بطريقة محايدة، وحين يأتي دور القبعة السوداء يستعرض الجميع كل العقبات والمحاذير ونقاط الضعف في الفريق ونقاط القوة في الفريق المقابل!.. ثم يأتي دور القبعة الصفراء التي توجه الجميع للتفكير بإيجابية واستحضار نقاط القوة لدى الفريق ونقاط الضعف في الفريق المقابل. وحين ترتدى القبعة الخضراء يبحث الجميع عن أفكار إبداعية في اختيار العوامل التي ستقوم عليها الخطة. وأخيراً قد يطلب (المدير الفني) للفريق من المشاركين وضع القبعة الزرقاء حيث يتم جمع ما توفر من معلومات وتحليلها وتدوين الاستنتاجات وتنظيمها ومن ثم وضع الخطة المناسبة وبدائلها!
ولعلكم تتساءلون عن دور القبعة الحمراء هنا؟.. وأقول: إنها قد تأتي أخيراً بعد وضع كل الحسابات واختيار البدائل.. ولكنها لا تصلح في البداية لأنها تعتمد على (العاطفة) ولا تتسم بالموضوعية!.. ترى هل غابت الموضوعية في لقائي الشباب والهلال؟!
في رأيي بالغ الشبابيون في الحذر واعتمدوا على القبعة السوداء ولم يستفد المدرب من أوراقه (عطيف والسلطان)، فيما تخلى الهلال عن لونه (الأزرق) وراح يفكر بإيجابية مفرطة عبر القبعة الصفراء وبعاطفة جارفة للقبعة الحمراء فرأينا أسلوباً عقيماً كان أشبه بضرب الرأس في الجدران!