|


د. محمد باجنيد
البطي وأبو داوود وحظك يا أهلي
2010-10-29
لم أشاهد مباراة الأهلي والشباب على غير العادة.. خرجت مع بعض الأصدقاء ولم أعد إلى البيت إلا متأخراً.. فتحت التلفاز على القناة الرياضية السعودية وجدت المباراة تعرض معادة من بداية التحليل الذي يسبقها!.. محللا قناتنا الرياضية الدكتور عبد الرزاق أبو داوود وعادل البطي كانا في ضيافة رجا الله السلمي الإعلامي الرياضي (الحريف).. يجيبان على أسئلته الشاملة، فنراهما يتجليان ليكشفا لنا كل ما يحمله اللقاء من توقعات مبنية على عوامل فنية وإدارية ونفسية تشي بفهم عميق لمعنى التحليل الرياضي المبني على الواقعية!
لقد استمتعت بحديثهما.. كانت وجبة غنية لكل من يفهم في كرة القدم.. لقد قالا كل ما يجب أن يقال للتعبير عن مفهوم التحليل الرياضي لمباريات كرة القدم الذي يتجاوز الوصف العام للتشكيلة والقدرات المعروفة للاعبين وأساليب المدربين.. يتعدى هذا الوصف الشائع إلى مضامين خفية تبحث عن عوامل فنية ونفسية تسهم بشكل كبير في التفوق في نزالات كرة القدم.
ذهبت إلى النوم بعد مشاهدتي للشوط الأول الذي انتهى أهلاوياً. كان الوقت متأخراً فلم أشاهد هدفي الشباب، ولم أعرف ما حمله شوط المباراة الثاني من أحداث. تمنيت لو أنني تمكنت من متابعة الدكتور عبد الرزاق وعادل البطي وتحليلهما لما حمله الشوط الثاني!
حقيقة.. لم أكن أهتم فيما مضى بمتابعة التحليل الفني للمباريات.. ولكن أبو داوود والبطي أعاداني.. لأنني – وبأمانة - أجدهما يعبران دون مؤثرات شخصية عن الواقع.. يقرآنه بحيادية ويقدمانه بلغة ممتعة تشدك للمتابعة.. إنهما يقدمان لك مباراة أخرى قبل المباراة ويجبرانك على أن تبقى مع السعودية الرياضية!
أحداث المباراة وأخطاء التحكيم التي لطالما نالت الأهلاويين كانت على صفحات الصحف.. وانفلات أعصاب لاعبي الأهلي كانت أمراً متوقعاً لأنها تراكمات نفسية تسببت فيها الهزائم المتتالية، والمركز المتأخر الذي يحتله الفريق!
مهما بلغت أخطاء الحكام فهي في نظري تأتي من قبيل (القسمة والنصيب) يا أهلي، ولا يمكن أن تكون (مع سبق الإصرار والترصد).. نعم إن حظ الأهلي ظل عاثراً منذ زمن طويل، وعلى الأهلاويين أن يبحثوا عن أسباب الإخفاق بعيداً عن دائرة الحكام، ويرجون الله أن يمنحهم الحظ، وسيكون التحكيم معهم.. عندها سينقلب الحال وسيشتكي منافسوهم، ويطالبون بتغيير الحكام واللجنة التي تديرهم!.. نعم كلنا عاطفيون فلا تلوموا الأهلاويين وحدهم!