|


د. محمد باجنيد
حركات (نُصْ كُمْ)
2010-11-12
يقولون: (حركات نص كم).. فنفهم بأن هناك مراوغة ومحاولة للتهرب من الالتزام بالمسؤولية!.. لن أسترسل في التنظير الأكاديمي لتعريف هذا المصطلح (البلدي) الذي يفهمه عامة الناس. كلنا نعرف أن الحركة تؤدي إلى تقديم عمل أو خدمة، وعلى حسب الحركة تأتي النتيجة، وبالتالي فإن حركات النص كم القاصرة ستخرج لنا خدمات نص كم (قاصرة) هي الأخرى!
يوسف الجراح كان تحت تأثير (الشاي) - هكذا أراد المخرج - في ذلك الإعلان التجاري لتأتي ردة فعله - أيضاً كما أراد المخرج - عجيبة غريبة وهو يفاجأ ببتر الخياط لثوبه فيصبح بـ (نص كم) بدلاً من (كم طويل)!.. ترى هل علينا أن نقبل بكل هذه الخدمات (النص كم) التي تقدم لنا عبر كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة.. ونذهب فنشرب الشاي ونهذي و(نعدي) على طريقة يوسف الجراح ونقول: كذا أحسن؟!.. مر زمن طويل ولم نتغير.. ولا أعتقد أننا راضون بهذا الواقع نتيجة أننا واقعون تحت تأثير هذا الشاي الذي نستهلكه أكثر من الماء.. اطمئنوا فـ (الشاي) الذي نتعاطاه بكل أنواعه ليس فيه ما يدفعنا إلى (الروقان) المفضي إلى (الاستسلام)، والدليل أننا ما زلنا نصيح ونصرخ، ونطالب بتغيير هذه الحال المائلة للخدمات، ومحاسبة (الخياط) بدلاً من السكوت عليه وتبرير أعماله!
ـ فين الشاي يا مدام؟
أصبر (شوية)
ـ ما أقدر!
ـ ليش؟
راسي ثقيل وأبغى أفكه ببراد شاي منعنش ماركة (أبو ...)
ثواني ويكون الشاي عندك..
ـ تعالي علشان تسمعي آخر الأخبار..
أنا جيت ومعايا البراد المنعنش.. يالله هات اللي عندك..
ـ شوفي - يا ستي - من يوم ما حفروا البحر والموية مالحة في أكثر أحياء الدمام..
ـ يعني من متى؟!
من زمان!
ـ طيب وإيش عندك كمان؟!
سعر متر الأراضي كل ماله يزيد!
غريبة أنا سامعة بأن العقار سينهار قريباً!
ـ مين قال.. الريال هو اللي ما عاد له قيمة!.. كل شيء – يا ستي مولع نار.. المدارس الخاصة رفعت رسومها رغم تعميم الوزارة بعدم رفع الرسوم وما زالت رواتب السعوديين من المعلمين والمعلمات (تحزّن)!.. دفعوهم لترك العمل بطريقة سريعة.. ووضعوهم في قائمة إكس (X) بمعنى أنهم لا يحبون العمل، وبالتالي لا يستحقون (الأجر).. ثم راحوا يقررون بأن (السعودة) فشلت!.. وليتهم سكتوا بل راحوا يزايدون بأنهم ماضون في جهودهم الحثيثة لتشجيعها بإعلانهم المتواصل عن الوظائف التي يحتاجونها.. وكل ما جاءهم مواطن طفشوه!
. دول ما عندهم وطنية!
ـ لا.. عندهم.. لكنهم يريدون أن يعيشوا وحدهم.. وبالتالي لا يفكرون في غيرهم.. إنها قضية (مواطنة).. المواطنة هي التي نحتاجها لكي نساهم في بناء البلد.. بها نستشعر احتياجات الآخرين ونعمل لتقديم ما يرضيهم، ويدفعهم للمساهمة في التنمية بدلاً من شل قدراتهم وإلقائهم على رصيف البطالة!
إيش هذا الكلام (الخطير).. آنت بهذا التفكير بتتعب نفسك كثير!
ـ إيش تبغيني أسوي؟!
أبداً.. أشرب شاي (أبو ...) و(روق المنقا)!