|


د. محمد باجنيد
ماذا نريد من دورة الخليج؟
2010-11-26
إنها ليلة الخميس.. وغداً سيلعب منتخبنا مباراته الثانية في دورة الخليج العشرين أمام الكويت في (أبين) اليمنية.. وصاحبكم كان يجلس في مقهى وأمامه كوب من القهوة، وجهاز محمول جاهز لتسجيل ما يدور في الخاطر من أجل هذه المساحة!
ما أجمل القهوة حين تكون بطعم دورة الخليج.. ربما كانت يمنية أو لعلها برازيلية.. لا فرق بعد أن شاهدت ذلك اليمني الصغير (ينطط) بالكرة على طريقة رونالدينيو.. كانت إضاءة جميلة في لوحة كبيرة لافتتاح مبهج دمعت عيناي له فرحاً بتحقق حلم جميل لبلد عريق اسمه (اليمن السعيد)!.
لم أبتعد عن الحدث الرياضي الجميل.. كان يحاصرني وأنا لا أقوى على الانفكاك رغم كل الارتباطات العملية والأسرية!
ما أجمل دورات الخليج!.. إنها نشيد لا نمل سماعه ولا نقوى على أن يمحى من ذاكرتنا.. أيها الحالمون بالتقدم عالمياً في عالم المجنونة كرة القدم.. دورات الخليج لن تأخذنا إلى الخلف.. المهم أن نبحث عن آلية للارتقاء بها.
الآراء عادة ما تحتمل الخطأ والصواب.. ما أكثر من لام اتحاد الكرة على المشاركة بالفريق الرديف، وراحوا يتنبؤون بسقوط مريع لهذا الفريق على أيدي الفريق اليمني المتطور.. قبل أن يعودوا ليثنوا على العمل الفني للمدرب والانضباطية العالية للاعبين بعد (أربعة) الافتتاح!
لم أنتظر حتى ما بعد نهاية مباراة الأمس أمام الفريق الكويتي العائد بقوة.. هذا رأي لا يتغير ليس عن منتخبنا في خليجي عشرين، بل عن الكرة السعودية وطموحها الكبير!
لم أعتد أن أقيم أي فريق من خلال مباراة واحدة وأذهب لأغير رأيي فيه في المباراة التالية.. هذا تفكير عاطفي لم تعد تقبله حتى الجماهير البسيطة فكيف نسمح بترويجه عبر وسائل إعلامنا!
اعذروني لو قلت إن إعلامنا الرياضي يعاني من غياب لموضوعية الرأي وطغيان (العاطفة)!
تعجبني آراء المدربين وبعض اللاعبين القدامى.. خاصة المتعلمين منهم متى ما تخلصوا من الميول!.. إنهم الأقدر على تقديم آراء فنية حقيقية.
يجب على اتحاد الكرة ألا يجاري هذا التأرجح الغريب في آراء بعض الإعلاميين الرياضيين وأن يهتم بما يطرحه المتخصصون من أصحاب التجربة الرياضية الطويلة حتى يستطيع أن يسير بإستراتيجية تطويرية للكرة السعودية.
كم أتعجب من تلك الأطروحات التي تنادي بعدم المشاركة في دورات الخليج، والنظر إليها على أنها لن تطورنا وتدفع بنا للرقي بالكرة عالمياً!.. مشاركتنا بالفريق الرديف تبدو في نظري خطوة ممتازة لتجهيز لاعبين جاهزين للمشاركة مع المنتخب.
تعادل المنتخب مع الكويت وقدم أداء مقبولاً وليست لدي أي إضافة جديدة على ما كتبته ليلة الخميس.. أعيد وأكرر: مباراة واحدة لا تكفي.. يجب أن ننتظر ونقيم هذا التوجه الجديد فدورة الخليج ليست إلا مرحلة في بناء منتخب قوي مهاب.