|


د. محمد باجنيد
أين أنت يا زهير؟!
2010-12-31
هل هو نوع من الوفاء؟.. فليكن.. ولكن الحقيقة – يا صديقي العزيز – أنني أعاود كتابة التقرير مرة أخرى بعد أن بقي الحال كما هو عليه وربما ذهب للأسوأ!.. عذراً لإزعاجك وأنا أعرف مقدار ولائك لمؤسستك العريقة (الخطوط الجوية العربية السعودية).
صدقني إنني أعود اليوم من جديد وبعد عشر سنوات لأبحث عنك.
إنه (زهير) - يا سادة - موظف خدمات العفش في (السعودية) ذلك الشاب الذي استقبلني وأنا عائد مع (المدام) من (واشنطون) إلى (الدمام).
ذهبت إليه بعد أن أخرجوا كل العفش من الطائرة ولم أجد أمتعتي بينه.. وتأكد لي أنها قد أنزلت في الرياض.
رحب بي باهتمام ولطف.
قلت له: مفتاح البيت في إحدى الحقائب!.. وأنا – يا صاح – في ورطة!
قال: لا تقلق.. سأرسل إليهم فاكساً يحمل كل المعلومات عن أمتعتك وسأتابع مع الرياض حتى تصلك أغراضك في أقرب رحلة، وسآخذكم معي إلى البيت لترتاحوا.
قلت: أراحك الله.. فقد أرحتني بكلامك واهتمامك.
قال: (ما كو فكة).. أنتم ضيوفي اليوم.
قلت: لقد وفيت يا رجل.
وأعطاني رقم هاتفه ولم يتركني إلا بعد أن أخبرته بأن لدى جاري نسخة من مفتاح البيت.
وجاء العفش في اليوم التالي وذهبت لاستلامه.. وأصبح زهيراً منذ ذلك الحين من أصدقائي.. لا يتأخر في خدمتي كلما احتجت إليه.
يقول عنه زملاؤه إنه يستمتع بخدمة الناس.
كتبت ذات مرة ناقداً لوجبات السعودية على الرحلات الداخلية والتي لم يتحسن حالها كثيراً عما مضى.. فأصبح كلما قدم لي خدمة يقول: المهم ألا نرى لك انتقاداً جديداً للسعودية.. كان شعور الانتماء للمؤسسة التي يعمل لها شاخصاً في مواقفه.
قلت: ليت كل العاملين في (السعودية) مثلك!
ابتسم ولم يعلق.
أصبحت أبحث عن (زهير) كلما تعاملت مع موظفي الخطوط السعودية!
ذلك المضيف الذي تجاهلني بجفاء وأنا أرفع إصبعي – كتلميذ في الصف الأول الابتدائي – لم يكن يشبه (زهيراً)!
لقد أفسد - سامحه الله - علي الرحلة.. ولم تكن سعيدة (ولا يحزنون)!
كلهم يعملون لمؤسسة واحدة، ويخضعون لنظام واحد، ولكنهم يأتون من بيوت مختلفة‍.
ماذا تفعل (السعودية) لأولئك الذين لم تربهم البيوت؟
كلنا نبحث عن (زهير)!