|


د. محمد باجنيد
كأس آسيا في قطر والهدف الأكبر
2011-01-07
يجب ألا نتوقف عن الحديث عن طموح كبير لصناعة فريق وطني محترم في كرة القدم.. يتجاوز مجرد المشاركة في كأس العالم إلى القدرة على المنافسة على الوصول إلى أدوار متقدمة. يجب أن نظل ننظر إلى البعيد حتى وإن كانت الأنظار تتجه قريباً جداً حيث الحدث الأكبر قارياً ينطلق اليوم. كأس آسيا لكرة القدم في قطر ما هي إلا مرحلة في خطة الوصول لذلك الهدف الذي يجب علينا أن نواصل العمل من أجله خاصة ونحن نرى سعياً حثيثاً إليه من دول تشاطرنا الحياة في القارة الصفراء.. فهذه كوريا الجنوبية وتلك اليابان ترفعان من شأن الكرة الآسيوية بأداء متميز عبر مونديالين متتابعين.. وقد فعلنا ذلك مرة في أول مشاركة لنا في 94 ثم عدنا نتقهقر ونكتفي بمجرد المشاركة في المرات الثلاث الأخيرة.
من الخطأ أن نظل نحمل المدربين مسؤولية الإخفاقات وعدم تحقيق البطولات.. دون أن ننظر بواقعية إلى قدرات اللاعبين في أداء الأدوار المطلوبة منهم.. وأقصد بها القدرات الجسمانية (الطول والقوة العضلية)، وكذلك القدرات العقلية والثقافية التي تساعد اللاعب على تنفيذ ما هو مطلوب منه بل والخروج عن النص على مسرح الكرة المليء بالمتغيرات والمفاجآت.
أعود إلى بطولة كأس آسيا التي تبدأ اليوم في قطر بستة عشر منتخباً هي المستضيفة قطر وحاملة اللقب العراق، واليابان والسعودية وأستراليا وإيران والكوريتان وأوزبكستان والصين، والكويت والإمارات والبحرين وسوريا والأردن والهند.
ستة عشر فريقاً استحقوا الوصول لهذه البطولة المتميزة بإقامتها في (قطر).. هذه البلد هي بحق نموذج عربي جميل بدأت مساراً طموحاً لتنمية متكاملة وها هي توظف الرياضة لإبراز قدرات الإنسان فيها.. أقامت المنشآت الرياضية واستضافت البطولات واستفادت من القدرات الأجنبية في كل المجالات لتحقق نجاحات متسارعة في التنظيم وقفزات مدهشة في نقل الأحداث الرياضية عبر إعلام محترف بات اليوم في الصدارة.
ملف قطر الذي فاز باستضافة مونديال 2022 يعد في نظري خطة مدروسة للدولة تسعى من ورائها لتحقيق نهضة شاملة في كل المرافق لأنها ستوضع لتأمين خدمات سياحية للقادمين إليها لمشاهدة المباريات.. وما أكثر من سيأتون من كل أنحاء العالم.
أعود لآسيا ولمنتخبنا الأخضر الذي نظل نترقب مشاركاته بشوق.. نتطلع لرؤيته وهو يمنحنا الفرح.. إنها كرة القدم.. قادرة على أن (تعدل) مزاجك أو (تعكره).
تفاءلوا بتحقيق اللقب الآسيوي الكبير.. وإن لم يتحقق فمن المؤكد أن هناك من هو أجدر.. ولا بد أن نواصل العمل من أجل غد مشرق.. إنه الطموح الذي لا يتوقف.. المهم أن نحكم العقل والمنطق.. وما دمنا قد وصلنا للمنطق فلماذا لا يكون كأس العالم 2022 في قطر هدفاً إستراتيجياً لبناء جيل كروي مؤهل بإمكانات بدنية وفنية وذهنية عالية.. جيل يمثله فريق يسعى لتحقيق كأس العالم. إنه طموح يجب أن نعمل من أجله بل يجب أن يعمل من أجله كل العرب.