|


د. محمد باجنيد
أعادونا العربان .. ولم يخرجونا
2011-01-21
صباح الخير أبا إبراهيم..
تحياتي لك..
أحترم قلمك لأنه يعبر عما يجول في ذهنية من مارس الكرة، وشاهدها، واستمتع بها، واستمع لمن يعرفها ومن يدعي المعرفة بها.. لذا يحق لي أن أقول إنك خير من كثير ممن يجلسون على كراسي التحليل!
هذه مقدمة جاءت في رسالة بعثها لي زميلي الأردني الجميل (عقلة الرشيد) تعليقاً على مقالة الأسبوع الماضي (أخرجونا العربان).. وأبو كرم - يا سادة - هو أحد متذوقي كرة القدم.. وعاشقي فرقة الطرب الكروي وعازفها الفريد (ميسى).. يظل يبحث عنهم.. يقضي سهرته الخاصة معهم!
كثيرون هم المغرمون بـ(برشلونة) ولكن صاحبي (الرشيد) يظل مختلفاً كونه ينظر إلى كرة القدم على أنها للإمتاع فقط وأن التنافس الكبير من أجل الكسب بانتهاج أساليب دفاعية قد أساء لها. صاحبي (الرشيد) يحب بناء الهجمات السريعة والمتنوعة.. ولا ينتظر الهدف طالما أن الكرة تتجه نحوه!
لست أفلاطونياً أيها (الرشيد) وأنت تعشق أداء البرشا ولا تنتظر النتائج لأنها - يا صديقي - تابع.. لا يمكنني أن أخالفك وأنت تضع فارقاً كبيراً بين برشلونة وانتر ميلان في خاصية الإمتاع الكروي خاصة وأن عروض الكتالونيين الساحرة عادة ما تقترن بالنتائج.. بل النتائج الكبيرة! هؤلاء الكتالونيون واقعيون.. يلعبون الكرة بمنطق المقدرة.. إنهم لا يحلمون ولا يتوهمون.. ولا يقرءون الكف!
يا صديقي العزيز.. كم أسعدني تعليقك على مقالي.. ليس فقط لأنك أشدت بقلمي وفهمي للكرة.. ولكن لأنك شخصت حالنا وذهبت إلى ما هو أبعد من نهج وطريقة لعب فلمست ما لم نكن نظنه حقيقة.. روح غائبة وقمصان لم يبللها العرق.. استسلام ثم فورة في الوقت الضائع.. نعم أيها الرشيد: أين هم طوال تسعين دقيقة؟!.. من حقك أن تتذكر ماجد والثنيان، والعويران، ومحيسن الجمعان، والهريفي، والتمياط، والجابر والأخوين دعيع.. هؤلاء لم يكونوا يلعبون من أجل الملايين.. كانوا - يا صاحبي - يتغذون بصيحات الجماهير ويلعبون من أجل الانتصار ولن أقول الوطن فكلنا نحب الوطن!
شكراً أيها (الرشيد) على رسالتك.. وها أنا أورد خاتمتك عزاءً وأملاً: "الملاعب السعودية حبلى بالعديد من النجوم ممن هم قادرون على تحقيق النتائج ضمن طبق إمتاع الجماهير وعلى مائدة كرة القدم الأصيلة، بعيداً عن فوز الصدفة ولعبة الحظ التي تظهر صاحبها يوماً وتخفيه أعواما.. لذا أقول على لسان السعوديين: أعادونا العربان ولم يخرجونا".