|


د. محمد باجنيد
هم يعلمون.. ونحن نجهل
2011-02-18
ما زلت أتعلم.. إنها أكثر الحقائق وضوحاً. الرغبة في التعلم دائماً ما تقودني إلى فتح عيني وأذني وأعمال كافة الحواس الأخرى بالدرجة التي تساعدني على التقاط كل ما يدور حولي.
هذه الرغبة خلقت لدي مرونة كبيرة في الاستماع للرأي الآخر وتحليله والحكم له أو عليه.
وكثيراً ما تغيرت آرائي وتطورت قناعاتي.. لذا فستجدونني دائماً وأبدأ أردد بأنني (ما زلت أتعلم)!
إنني أبحث عن الحقيقة.. ولذلك فلا بد لي أن أؤمن بالرأي الآخر.
أكثر ما يخرجك خاسراً هو اعتقادك بوجود حل واحد للمشكلة، أو أن هذا الحل هو الأفضل طالما أنك صاحبه.
ارفع شعار "ما زلت أتعلم" لتستفيد من كل هذا العصف الذهني المتدفق بالمعلومات والخبرة.. لا تركن أبداً لتأهيلك وتعليمك وشهاداتك وخبراتك، فقد تجد الحكمة عند البسطاء أو ربما غير العقلاء كما يقولون!
"ما زلت أتعلم" شعار ليس للمتواضعين بل للعقلاء الناصحين المدركين لمعنى ذلك القول الشائع "أطلب العلم من المهد إلى اللحد".. والعلم لا تحده أسوار وفصول وكراسات، فهو كائن منتشر مثل الهواء والماء.. نحتاجه كل يوم ولا يمكن أن نعيش بدونه، فلماذا نقيم سداً أمامه أو نتوارى بعيداً عن أجوائه؟!
هذا الكلام (المنبري) المباشر أستخدمه اليوم على غير العادة.. أضعه هنا اعلاناً تذكيرياً بعد أن خرج علينا من الجهلاء من يأتون لميادين التدريب، حتى إذا ما سألهم المدربون عن توقعاتهم للاستفادة التي يمكن أن يجنوها من مشاركتهم.. قالوا بكل وقاحة: لا شيء!.. ألم يعلم هؤلاء بأن العلم كالسراج من مر به اقتبس منه؟!.. ألم يصلهم ذلك القول العربي: في الإعادة إفادة؟! يقولون: مقتل الرجل بين فكّيه.. ويزيدون: قلب الأحمق في فيه ولسان العاقل في قلبه.. حقاً.. إن رأس الجهل الاغترار.. ترى ما الذي جاء بهؤلاء؟!