|


د. محمد باجنيد
أنقذوا رأس النعامة
2011-03-04
إلى متى ونحن نوسع الفجوة بيننا؟!.. نحن وأنتم.. هكذا أصبح حوارنا ولن نلتقي إلا إذا عدنا إلى الدين.. قبل أن نبدأ لا بد أن نقبل بالاختلاف ونقترب حتى نكسر حاجز العدائية وتزداد ثقتنا ببعضنا.
هو صوت الفطرة ينطلق من أعماق هذا الإنسان الذي بات تحيط به إفرازات هذا الزمن المكشوف!.. ولا بد أن نستجيب إلى هذا الصوت لننعم بحياة مستقرة تتسم بالوسطية التي جاء الدين ليحققها لنا فلا غلو روحي، ولا سقوط مادي.. قال الله تعالي: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً).. إنها الحياة السعيدة في الدارين.. فماذا نريد؟!.. ولماذا نقبل الأسر وقد اختار لنا الله الحرية في عبودية تسمو بها أرواحنا؟! وها هو كلام المصطفى - عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام - يدلنا على المثال الذي نقيس به سلوكنا (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي)، فلماذا نتجاهل ما ينفعنا ونستسلم على طريقة (النعامة).. تدفن رأسها في التراب لكي لا ترى حتفها.. الخطر من الضرر لا يمكن أن نتحاشاه بالتجاهل على طريقة (النعامة)!.. ثم لماذا لا نحسن الظن في بعضنا البعض ونفتح باب الحوار الصريح اللبق على مصراعيه.. صدقوني إننا نتفق على الأساس ونختلف في بعض الممارسات نتيجة ما يعترينا من ضعف إنساني فطرنا عليه.. خذ هذا المثال: قال لي أحد العاملين في الهيئة بأنه دخل مكتب الهيئة شاب ذو شعر يغطي أذنيه ويكاد يلامس كتفيه.. وقبل أن نسأله عما أتى به وقد أزعجتنا هيئته.. ابتدرنا بالكلام قائلاً: دعوكم من (شعري) وانتبهوا إلى ما سأقوله لكم: لقد جئت أخبركم بأحد الوافدين يبيع أسطوانات لأفلام إباحية!.. وبعدها أصبح هذا الشاب صديقاً للهيئة.. يساعدها في كشف تلك المخالفات الشرعية!.. خسرنا كثيراً حين بتنا نصنف عبر المظهر ونأخذ بالانطباع الأول.. نقفل الأبواب ويسجل كل طرف الآخر في قائمته السوداء!.. الشاب الذي جاء ليساعد الهيئة في عملها العظيم ربما كان بالإمكان أن يكون (مداناً) قبل أن يظهر لنا وجهه الجميل ويقدم لنا درساً مفيداً أحسب أن العاملين في الهيئة قد أخذوه في عين الاعتبار وبدؤوا يطورون أنفسهم ليقدموا لنا عملهم الحساس بأقل الأخطاء!.. بالمناسبة.. أشعر بحاجة إلى أن أدعو أصدقاءنا الأعزاء رجال الحسبة بأن يتحلوا بدرجة عالية من الدراية واللباقة في تعاملهم مع متغيرات العصر.. بالحكمة يستطيعون أن يقدموا عملهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ويجنبوا هذا المجتمع الجميل الكريم المؤسس على الدين.. يجنبوه أخطار المفسدين الداعين إلى حرية عانى منها أهلوها ونبذوها بعد أن ارتفعت بسببها معدلات القتل والاغتصاب.