|


سعيد غبريس
الاتحاد ولعبة الرئاسة
2010-03-05
يبدو أن السبب الرئيسي لفشل إدارة نادي الاتحاد برئاسة الدكتور خالد المرزوقي يعود إلى النتائج السيئة للفريق الأول في كرة القدم، هذه النتائج التي تعود إلى الإحباط الذي أعقب خسارة نهائي دوري أبطال آسيا للمحترفين.
ولكن الأسباب الأخرى أكثر تأثيراً في هذا الوضع السيئ لهذا النادي المسمى بعميد الأندية السعودية.. فالحديث يتشعب حول (الحرب الداخلية) و(الإعلام الموجه الذي يدير النادي) فيقيل الإدارات والمدربين.. وحول (اللاعبين الذين يتحكمون بالنادي).
والحديث عن (المؤامرة) لا يغيب ويحضر على لسان الرئيس الدكتور الذي يستغرب كيف يحاسبون إدارته على (التفريط) بأربع بطولات بينما من سبقوه أهدروا 21 بطولة، ومع ذلك لم يتكلم معهم أحد!!
الاستقالة الجماعية لإدارة الدكتور خالد المرزوقي حددت لها فترة نهاية الموسم خوفاً من ترك الأمين العام يقود السفينة المشرفة على الغرق وحده، والنادي مقبل على بطولتين هامتين، دوري الأبطال السعودي ودوري الأبطال الآسيوي، علماً أن البطولة الأخيرة كانت بدايتها متعثرة للغاية مما ينبئ بالخسارة الخامسة للبطولات هذا الموسم.
هذه الاستقالة سبقتها عملية احتواء ناجحة للرئيس لاستقالة جماعية للإدارة، وكذلك استقالة الرئيس نفسه وعودته عنها بناء لرفضها من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب، أما هذه المرة فالاستقالة الجماعية لا رجوع عنها.
الاستقالة الجماعية الأخيرة ليست مراوغة ولا مناورة، بل هي حتمية ومخاض لأحداث تهز أكبر الإدارات الصلبة، فكيف بإدارة الوجوه المسالمة والشفافة والتي لا صقور فيها ولا مخالب.
استقالة حتمية وطبيعية بعد أحداث عاتية، خسارة نهائي أبطال آسيا، خسارة دوري زين للمحترفين، الخروج المبكر من كأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد، وخسارة قاسية في مستهل البطولة الآسيوية، من دون أن ننسى الخماسية التاريخية أمام الهلال..
أحداث متسارعة وأوضاع غير مستقرة متتالية إبدال الأرجنتيني كالديرون بمواطنه هيكتور وتلقي هذا الأخير صفعة الخروج من نجران في كأس ولي العهد، وذلك في ثاني مباراة رسمية له، استقالة حمزة إدريس وعودة حمد الصنيع، استقالة رئيس أعضاء الشرف الأمير خالد بن فهد (إحباط محاولة) نائب الرئيس.. (عملية تطهير).
فكيف تصمد إدارة وسط هذه الأمواج العاتية، وكيف تقوم قائمة الاتحاد من جديد، وهناك من أعضاء الشرف من يقول: "لن تنجح أي إدارة مقبلة)!!
الخاسر الأكبر هو النادي والخاسر الأصغر هو الدكتور خالد المرزوقي، الذي أوهم بالإجماع حول رئاسته، فكان الإجماع من إدارته على الرحيل.
لا يكفي أن يكون المرزوقي اتحادياً صادقاً وإصلاحياً وابناً للنادي وشخصية محترمة، بل لابد من إجادة لعبة الرئاسة في الأندية الجماهيرية الكبيرة، ومن تواجد عناصر وعوامل أخرى كعدة أساسية للشغل.
لعبة الرئاسة لها أربابها ووسائلها الواضحة والخفية، لها فنون في الكولسة، ولها ألعاب أخرى خارج ميدان اللعب، وكثيراً ما شكل الرئيس فريقاً آخر، لعبة الرئاسة لها أصول أخرى مشروعة وغير مشروعة، ولفت انتباهي في هذا المجال قول واحد من جمهور الاتحاد، كانت للاتحاد شخصية والآن لم تعد له أي هيبة.