|


صالح الصالح
(لا تبوق ولا تخاف)
2012-05-20

وأخيراً انفض سامر المسابقات الكروية السعودية بفوز الأهلي بكأس الملك برباعيته في مرمى النصر، منهياً بذلك الموسم الكروي المحلي بسوء لا يقل عما سبقه، وتحديداً في الأعوام الخمسة الأخيرة التي شهدت تراجعاً فنياً كبيراً لم يعد يغري الجماهير الرياضية على العودة للمدرجات إلا في المناسبات الهامة. الشباب استعرض عضلاته الفنية بلقب الدوري الذي خطط له منذ نهاية الموسم الجاري، وحققه بجدارة بعد أن دفع مهره، الهلال أنقذ موسمه بكأس ولي العهد، أما الأهلي فيستحق أن يكون “عريس الموسم الكروي” بتحقيقه لكأس الملك، ووصافة الدوري، وكذلك لكأس الأمير فيصل بن فهد. مخرجات الموسم الجاري قدمت لنا “فارسا جديدا” فريق الفتح الذي كان سفيراً للطموح للبذل للتضحية للصورة النموذجية التي رسمها لها مسيروه منذ البداية، ويكفي أن ترى الفتح في المرتبة الخامسة دورياً متقدماً على الاتحاد والنصر، وكذلك محققاً المركز الثالث في كأس الملك بعد إقصاء الهلال. العام الجاري يستحق أن يكون “إستثنائياً” للفتح ولكل رجالات هذا النادي “النموذجي” الذي تفوق على ظروفه، وقال عملياً: “ها أنا ذا”. الاتفاق يكفيه تواجده في المركز الرابع، وهو أمر جيد نسبياً له، فيما الاتحاد والنصر قدما الخذلان لأنصارهما محلياً، وقاما بتصدير الخيبة، وسوء الأداء، وقائمة من التخبطات التي لم تفرز في النهاية إلا موسماً للنسيان. بقية الفرق تراوحت عطاءاتهم لكن المكسب الجميل هو عودة الوحدة إلى الممتاز برفقة الشعلة. كل ما أتمناه أن تبادر رابطة الأندية المحترفة من الآن بمطالبة الأندية بالكشف عن حساباتها، وتقديم ما يثبت مصروفاتها وإيراداتها، وإيضاح نسبة العجز أو الربح – وإن كنت أستبعد الأخيرة- لكل ناد حتى تتضح الصورة للإدارات الناجحة مالياً أو نظيرتها التي تعاني هدراً وتضييعاً لأموال النادي من دون رقيب أو حسيب. غياب الموازنات المالية المعلنة للأندية أفقد الكثير من مجالس الإدارات الثقة لدى الآخرين، وربما يسهم في حرمانها من دعم أعضاء الشرف، أو محبي النادي لعدم معرفة أوجه الصرف في هذا الدعم، كما أن تغييبها ربما يزيد في غياب التثبت من صحة الآلية التي تدار بها هذه الأندية في أعين أنصارها، وبالتالي توليد الإحباط للجماهير الرياضية التي لا تعرف مصير الأموال التي تدعم بها النادي، وهي الجماهير التي لا تحتاج إلى المزيد من الإحباط فما لديها يكفيها حتى بداية الموسم المقبل. وتوجد نقطة إيجابية في حال تم الكشف عن موازنات الأندية تتمثل في إخلاء مسئولية بعض رؤساء الأندية تجاه الجماهير، ففي حال تم إعلان مداخيل النادي والمقدرة مثلاً بعشرين مليونا والمصاريف تجاوزت الثلاثين مليونا ربما أن هذه الخطوة تسهم في إيجاد ألف مبرر للنتائج المتواضعة لهذا النادي على اعتبار وجود عجز، ومن الصعب تحقيق نتائج إيجابية، أو أن يقوم رئيس هذا النادي بسد العجز من جيبه الخاص. إجمالاً إعلان الموازنات لن يضر إلا من يتخوف من إعلانها، وإلا سيكون هناك باب كبير من التأويلات، وكما قيل في المثل الكويتي الشهير: “لا تبوق ولا تخاف”.